تضرب الحرب سوق الشقق المستعملة في إسرائيل إذ يجد الملاك صعوبة في بيعها ما يضطرهم إلى تخفيض أسعارها في ظل الجمود الذي يحكم قبضته على مختلف الأنشطة الاقتصادية وسط المخاوف من طول أمد الحرب واتساع نطاقها قبل الحرب الدائرة على قطاع غزة كان في مقدور ملاك العقارات في إسرائيل الذين يعرضون شققهم المستعملة للبيع تلقي العديد من الاتصالات والعروض والتمسك بالأسعار التي يطلبونها لكن الحال تبدل تماما بعد الحرب ويشير متعاملون في السوق العقارية إلى أن أسعار الشقق المستعملة تراجعت في المتوسط بنسبة 6 خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري 2024 وذلك في تناقض صارخ مع واقع الطلب إذ تشهد إسرائيل أزمة سكن بسبب توقف الكثير من المشروعات العقارية بسبب نقص العمالة وارتفاع تكاليف البناء منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 ويظهر تحليل للبيانات من موقع Yad2 العقاري الإسرائيلي ومصلحة الضرائب وفق تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أنه في الأشهر من يناير كانون الثاني إلى يونيو حزيران 2024 خفض بائعو الشقق السعر المطلوب للشقة بنسبة متوسطها 6 إذ بلغ متوسط سعر الشقة المستعملة التي جرى بيعها في النصف الأول من العام والمسجل في مصلحة الضرائب نحو 2 08 مليون شيكل 536 6 ألف دولار في حين أن متوسط السعر المطلوب كان حوالي 2 217 مليون شيكل بفارق حوالي 137 ألف شيكل 36 5 ألف دولار ما يظهر الفجوة بين السعر المطلوب وسعر البيع الفعلي ومن ثم الانخفاض الحاصل في الأسعار وسجلت تل أبيب أعلى فجوة بين السعر المطلوب وقيمة البيع الحقيقية بنسبة 7 1 إذ بلغ متوسط السعر المطلوب المنشور في الإعلان حوالي 4 081 ملايين شيكل بينما بلغ سعر البيع الفعلي حوالي 3 79 ملايين شيكل بفارق 291 ألف شيكل 77 6 ألف دولار كما تم تسجيل فجوة في الأسعار بنسبة 6 7 في منطقة الشمال من سعر الطلب 1 565 مليون شيكل إلى سعر البيع 1 46 مليون شيكل وفي منطقة الجنوب بلغت الفجوة 6 5 وفي المنطقة الوسطى كان البائعون هم الأقل تعرضا للتنازلات بعد تسجيل فجوة قدرها 5 6 ومن توزيع البيانات بحسب حجم الشقة يبدو أن بائعي الشقق تنازلوا تنازلا رئيسيا عن الشقق الصغيرة التي تحتوي على غرفة واحدة والشقق الكبيرة 7 غرف فما فوق وبلغت نسبة الفجوة بين السعر المطلوب وسعر البيع النهائي 8 و7 8 على الترتيب ومن بين الشقق التي تحتوي على غرفتين مثلا سجل فرق حوالي 7 في ما يخص السعر المطلوب في الإعلان مقارنة بسعر البيع الذي تم إغلاقه وإبلاغ مصلحة الضرائب به ونقلت يديعوت أحرونوت عن أييليت نيتسان نائبة رئيس التسويق في موقع Yad2 العقاري قولها إن الأرقام الخاصة بتسوية عمليات البيع تعكس انخفاضا نسبيا في الطلب على الشقق المستعملة بسبب تأثيرات الحرب على العقارات الإسرائيلية وأشارت إلى أن انخفاض أسعار الشقق المستعملة له صلة أيضا بتزايد الطلب على الشقق أو العقارات التي تحتوي على غرف محمية منذ اندلاع الحرب والمنطقة المحمية في الشقة هي غرفة خاصة يجب أن تكون مساحتها تسعة أمتار مربعة صافية على الأقل وتضع قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية شروطا ومواصفات عالية لبناء هذه الغرف من حيث نوعية الإسمنت والتسليح ونوعية النوافذ والأبواب التي تضمن أيضا عدم اختراق الغازات السامة الغرفة في حال تعرض إسرائيل لهجوم كيماوي وتخضع لفحص من مهندس مختص في الجيش الإسرائيلي حيث لا يمكن لصاحب الشقة أن يتسلمها إلا بعد أن يقر مهندس الجيش الإسرائيلي بمطابقة الغرفة المحصنة للمواصفات المحددة لها وقالت نيتسان قمنا بتحليل البيانات قبل معرض الشقق الجديد NdelNation الذي سيعقد في الفترة من 20 إلى 21 سبتمبر أيلول الجاري في تل أبيب ووجدنا أن التنازلات الخاصة ببيع الشقق المستعملة تنبع من حاجة المشترين إلى شقق تتوفر فيها غرفة محمية بينما هناك انخفاض في المعروض منها في الشقق القديمة كما أن هناك عروض بيع مغرية للشقق الجديدة التي تتوفر عليها مع شروط سداد جذابة مثل دفعة أولى منخفضة عند التعاقد وتأجيل باقي السداد حتى الإشغال مضيفة أن تراجع الطلب على الشقق المستعملة أجبر البائعين على التنازل عن سعر الشقة وانخفاض الأسعار بدوره قال المثمن العقاري إيريز كوهين قبل عامين كان بائعو الشقق يرفعون سعر الشقة على الفور عندما يتلقون مكالمات من المشترين المحتملين لكن الأمر مختلف اليوم فأسعار البيع تنخفض عن المعلن بنسبة تتراوح بين 5 و8 مما يدل على أن السوق لم يعد إلى طبيعته وأولئك الذين يصرون على سعر مرتفع للغاية من المتوقع أن يروا الشقة تنتظر لفترة طويلة من دون العثور على مشتر مناسب أو حتى تتغير ظروف السوق وأضاف كوهين يجب على المرء أن يفهم أن هناك تباينا كبيرا داخل المدن مما يؤثر على أسعار المساكن جغرافيا واجتماعيا واقتصاديا موضحا أن سعر الشقة في جنوب تل أبيب لا تسعر بالطريقة نفسها التي تسعر بها في وسط المدينة وشمالها والشقق القديمة التي لا تحتوي على غرفة محمية خاصة في المدن التي عانت الهجمات الصاروخية تعاني انخفاضا كبيرا في الأسعار ويأتي تغير خريطة الطلب في المناطق الداخلية في إسرائيل بعد تحولات سريعة شهدها السوق في أعقاب عملية طوفان الأقصى واندلاع الاشتباكات مع حزب الله اللبناني شمالا إذ أظهر تحليل أجرته مؤخرا شركة madlan المتخصصة في المحتوى العقاري داخل إسرائيل ركودا في الطلب على العقارات في المناطق الجنوبية والشمالية لكنه بدا أكثر حدة في الشمال ما دعا تال كوبل الرئيس التنفيذي للشركة إلى التعليق قائلا في تصريحات لموقع يديعوت أحرونوت أخيرا إن الحرب أدت إلى وضع غير مسبوق إذ جرى محو مدن بأكملها من خريطة الطلب موضحا أنه كلما اقتربت المستوطنة من السياج الحدودي زاد التهديد وعدم اليقين بشأن المستقبل الأمر الذي بات يؤثر ليس على حجم المعاملات فقط وإنما على قيمة العقارات أيضا وبخلاف تغير خريطة الطلب بحسب قرب المناطق وبعدها عن مرمى الهجمات تغير الطلب أيضا في المناطق الداخلية حيث يتزايد الطلب على الشقق التي تتوفر فيها الغرف المحصنة والعزوف عما دونها على الرغم من أن كثيرين كانوا ينظرون إلى هذه المناطق على أنها آمنة لبعدها عن مرمى الهجمات ما يخلق تشوها كبيرا أيضا في الأسعار التي تتفاوت كثيرا بين الشقق غير المحصنة وغيرها