كيف أنهت حماس الحرب بشروطها وأفشلت إسرائيل في استعادة أسراها
126 مشاهدة
| د. أميرة فؤاد النحال
نهاية الحرب على غزة كانت لحظة تحوّلٍ في الوعي والسياسة ومعنى النصر ذاته، فبينما أراد العدو أن يختم فصول الإبادة بإعلانٍ عن استعادة الردع وتحرير الأسرى، خرج من الميدان مثقلاً بالخيبة، تاركاً وراءه جيشاً متهالكاً، ومجتمعاً مأزوماً، ومؤسسة أمنية فقدت هيبتها أمام عقل المقاومة الذي أدار المعركة بمنطق السيادة لا النجاة.
اليوم يُمكن القول إن الطاولة التفاوضية التي جلس إليها الاحتلال كانت ارتداداً لقوة الصمود الميداني التي حوّلت الحصار إلى ورقة ضغط، والوقت إلى عنصر تفوّق، لقد أُجبرت “إسرائيل” على أن تفاوض حركة محاصرة، لكنها لم تستطع كسرها ولا فرض شروطها عليها، إنّما خرجت حماس من حرب الإبادة وهي تُعيد تعريف معادلة النهاية بأن تنتهي الحرب بقرار المقاوم الذي صمد على أرضه.
من الميدان إلى الطاولة؛ معادلة إنهاء الحرب بشروط المقاومة
حين بدأت الحرب ظنّ الاحتلال أنه يملك قرار البداية والنهاية معاً، لكنه اكتشف بعد عامين من العدوان أن النهاية لا تُكتب في غرف القيادة بل في خنادق الصمود، لقد استطاعت المقاومة رغم حجم الدمار غير المسبوق، أن تنتقل من موقع الدفاع الميداني إلى موقع فرض الشروط السياسية، لتُثبت أن من يصمد في الميدان يكتب شروط الطاولة.
صفقة الأسرى كانت تبادل في موازين القوة والهيبة، ففي الوقت الذي كان الاحتلال يبحث عن صورة انتصارٍ رمزية تُرمّم داخله المنهار، كانت حماس تبني سردية الانتصار الواقعي بأن تفاوض وهي واقفة لا مستجدية، وأن تُنهي الحرب وهي ترفع سقف شروطها.
إن الزمن التفاوضي الذي امتد أسابيع بعد كل جولة من العدوان، كان في جوهره اختباراً لإرادة الطرفين، ورغم كل التهديدات ومحاولات فرض الحسم بالقوة، فشلت “إسرائيل” في انتزاع أي ورقةٍ خارج منطق المقاومة، ليبقى التفاوض خاضعاً لمنطق من يملك النفس الأطول .
وحين جاء الإعلان عن الصفقة، كان الختام لمعركة السيادة بأن تُنهي حماس الحرب على توقيتها الخاص، لا على رزنامة الاحتلال، وأن تُجبر العدو على الخروج من الميدان وهو يدرك أن الحرب انتهت حين قررت المقاومة ذلك،
ارسال الخبر الى: