الحرب الصهيوصليبية العالمية ضد الإسلام

إبراهيم محمد الهمداني
لم يكن إعلان القوى الاستعمارية الغربية والأوروبية – في الثامن من أكتوبر 2023م – دعمها المطلق ومساندتها الكاملة ووقوفها الدائم، إلى جانب ما أسمته “دولة إسرائيل”، إلا تصديقا لواحدية المشروع الاستعماري، وتحقيقا لمبادئ الهيمنة والتسلط، واستباحة الأوطان وقتل الشعوب ونهب الثروات والخيرات، وهو ذات الدور الإجرامي الاستعماري، الذي مارسته – فيما مضى من الزمن – تلك القوى الاستعمارية الأوروبية والغربية، وإذا كانت قد تحولت في العصر الحديث، إلى ما يمكن تسميته “الاستعمار الحضاري”، فما ذلك إلا لأنها قد عهدت بالدور الاستعماري الاستيطاني، في صيغته الإجرامية القديمة، إلى عصابات الكيان الإسرائيلي الغاصب، التي مارست الإجرام والقتل والتوحش والتهجير القسري، والمذابح الجماعية مجازر الإبادة، بحق المدنيين الأبرياء العزل، من أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم، بينما توارت الأنظمة الاستعمارية في الغرب وأوروبا، خلف مقولات المشروع النهضوي الحضاري المزعوم، وشعارات حماية ورعاية الحقوق والحريات الإنسانية في العالم، لكن السابع من أكتوبر 2023م، فضح كل تلك المقولات، وأسقط جميع الشعارات الجوفاء، وما إن لامست عملية “طوفان الأقصى” المباركة، مبدأ حق الشعوب في التحرر من الاستعمار، وحرية تقرير المصير، حتى أصبحت الحرية إرهابا دوليا، ومقاومة المستعمر جريمة عابرة للقارات، مادامت تستهدف العدو الإسرائيلي المحتل، الذي جاءت به إلى فلسطين، ودعمت وجوده عسكريا وسياسيا واقتصاديا، وعلى كافة المستويات والأصعدة.
ولأن إسرائيل هي رئة الغرب الاستعماري، التي يستمد من خلالها وجوده واستمراره، فهو يرى أن أي تهديد لها، هو بمثابة تهديد له في المقام الأول، خاصة إذا كان الخطر بحجم عملية طوفان الأقصى، التي أسقطت الكيان الغاصب بضربة خاطفة، وزلزلت أركان عروش قوى الطغيان والاستكبار العالمية، الأمر الذي جعل قادة ومسؤولي أوروبا والغرب الاستعماري، يهرعون لنجدة الكيان الإسرائيلي – الآيل للسقوط – معلنين من مطار اللد، المسمى إسرائيليا مطار بن غوريون، دعمهم وإسنادهم المطلق للكيان الإسرائيلي الغاصب، وتأييدهم وشراكتهم الفعلية، في كل مجازره وجرائمه وحرب الإبادة، تحت عنوان ما أسموه “حق الدفاع عن النفس”، وأن هذه المعركة هي معركتهم أيضا، ليس بصفتهم ممثلي قوى استعمارية كبرى
ارسال الخبر الى: