الحراك الطلابي العالمي وعولمة مفهوم النكبة

٣٣ مشاهدة
اكتسبت ذكرى نكبة فلسطين أهمية استثنائية هذا العام بسبب تزامنها مع مرور أكثر من سبعة أشهر على حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة التي حركت فظاعاتها وتداعياتها موجة من التضامن العالمي مع معاناة الشعب الفلسطيني خصوصا في أوساط الطلاب الجامعيين في دول الغرب الذين نجحوا في ربط قضية غزة بقضايا محلية مثل التمييز العنصري وقضايا أكبر تعكس المبادئ الإنسانية العالمية مثل حرية التعبير والعدالة وحقوق الأطفال والنساء والمناخ إلخ لكي تتشكل مجموعات من المبادرات والمضامين واللافتات والهتافات العالمية المتشابهة التي تدل على بروز تحول ثقافي عام في وجهات النظر تجاه فلسطين والفلسطينيين في الغرب الناطق باللغة الإنكليزية بعد أن تصاعدت في أنحاء الجنوب العالمي وكذا في مدن الغرب رمزية قضية فلسطين التي تمثل تجسيدا للتمرد ضد النفاق الغربي وضد نظام ما بعد استعماري ظالم في سياق فهم هذه التطورات المهمة في البيئة المفاهيمية لقضية فلسطين يبدو نجاح الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة لا سيما بعد هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول في خلخلة الصورة النمطية الاختزالية للفلسطيني الجديد الذي اجتهدت الدوائر الإسرائيلية الفكرية والاستشراقية والبحثية في حصر الشعب الفلسطيني في إطارها على مدار العقود الماضية عبر تقسيمه إلى مجموعات العرب في إسرائيل الفلسطينيون في حماستان غزة الفلسطينيون في فتحلاند الضفة الغربية اللاجئون الفلسطينيون في الشتات في الدول العربية أو في المهجر تجري على قدم وساق عملية عولمة قضية فلسطين في كثير من مؤسسات الأمم المتحدة واستطرادا يبدو أن فهم موجة الحراك الطلابي العالمي الداعم لغزة يستلزم تحليل تفاعل ثلاثة عوامل أدت إلى عولمة مفهوم النكبة أولها تطور العامل التحرري الذاتي الفلسطيني وإرادة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي عبر عملية تراكمية طويلة الأمد وثانيها تجدد صور التعبير عن مفهوم المقاومة لدى الأجيال الفلسطينية المختلفة ولا سيما جيل الشباب وامتلاكه أدوات التقنية الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي والإبداع في تجديد فعاليات إحياء ذكرى نكبة فلسطين وكذا تخصيص أيام للإضراب مثلما جسده الإضراب الشامل في فلسطين التاريخية 18 5 2021 إبان عملية سيف القدس وثالثها التحول الواضح في أوساط الرأي العام العالمي لمصلحة فلسطين خصوصا في الغرب نتيجة صعود أجيال جديدة أكثر أخلاقية وأقل أيديولوجية في تعاملها مع قضايا العالم وزيادة المبادرات الشبابية في العالم للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ما يعني أن اللوبي الصهيوني وحلفاءه في الولايات المتحدة ربما خسروا جيل الشباب ولم تنجح محاولاتهم في تخويفه ودفعه إلى الاختيار بين مستقبله التعليمي والوظيفي وقناعاته الأخلاقية وضميره الإنساني إذ بات كثير من الشباب التقدميين في الحزب الديمقراطي الأميركي ينظرون إلى الاحتجاجات ضد إسرائيل بوصفها جزءا من النضال من أجل العدالة الاجتماعية الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى ميلاد منظومة مفاهيم جديدة تكون أقرب إلى فهم السردية الفلسطينية وربما دعمها والابتعاد تدريجيا عن التبني الأعمى للسردية الصهيونية على التوازي مع هذه التغيرات على الصعيد غير الرسمي تجري على قدم وساق عملية عولمة قضية فلسطين في كثير من مؤسسات الأمم المتحدة الجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية إلخ على الرغم من استمرار واشنطن في عرقلة دور مجلس الأمن الدولي في وقف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة كما تجلى في استخدام الفيتو في 18 4 2024 ضد مشروع قرار يوصي بقبول فلسطين دولة ذات عضوية كاملة في الأمم المتحدة يبقى القول إن عولمة رمزية الخيمة الفلسطينية واعتصام الطلاب الأميركيين في خيم يكشف أن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة قد صنعت تحولا مهما في الرأي العام العالمي وفي طبيعة النقاشات الوطنية في دول الغرب حول مفاهيم العدالة والحرية والحقوق على نحو يضغط على صانع القرار الغربي ليصبح أقل انحيازا لإسرائيل على الرغم من تصاعد الاستقطابات العالمية واستمرار صعود التيارات الشعبوية اليمينية في العالم

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح