تجتاح العالم موجة من الحر الشديد إذ تخطت درجات الحرارة في العديد من المناطق في الشرق الأوسط وتحديدا دول الخليج حاجز 49 درجة مئوية مع بداية فصل الصيف ولم تتوقف تحذيرات الخبراء من خلال أبحاث ودراسات أجنبية وعربية من تداعيات التغير المناخي الناجم عن الغازات الدفيئة جراء حرق الوقود الأحفوري وغيرها من العوامل التي جعلت موجة الحر أطول وأكثر كثافة خاصة أن ارتفاع درجات الحرارة يزداد حدة سنويا ما له انعكاسات سلبية على صحة الإنسان قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة فيما يلي نرصد أهم الأمراض المرتبطة بموجة الحر الشديد وسبل الوقاية منها من خلال إضاءات ونصائح كل من اختصاصيي الصحة العامة الدكتور محمد الجردي والدكتورة ميراي مطر لـالعربي الجديد مخاطر الحر الشديد تؤثر موجة الحر الشديد والطقس الحار تأثيرا كبيرا على كل مكونات المجتمع وقد تؤدي إلى ارتفاع عدد الوفيات المرتبطة بها خاصة بين المرضى وكبار السن وضعاف المناعة والأطفال والنساء الحوامل بل توصف بكونها من بين أكثر المخاطر الطبيعية وفي الفترة من 1998 إلى 2017 توفي أكثر من 166000 شخص بسبب موجات الحر بما في ذلك أكثر من 70000 شخص لقوا حتفهم خلال موجة الحر عام 2003 في أوروبا فقط بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية هذه الأرقام تشير إلى أن الأمراض المرتبطة بالحرارة لها انعكاسات عديدة على الصحة العامة يقول اختصاصي الصحة العامة محمد الجردي يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى إصابة الأشخاص بالجفاف والإرهاق أو الإجهاد الحراري وضربة الشمس ويضيف لارتفاع درجات الحرارة انعكاسات عديدة على الصحة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ويشرح من أبرز الأمراض التي قد يصاب بها الإنسان بسبب موجات الحر الشديد الجفاف يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تسبب إصابة الأشخاص بالجفاف وهو فقدان الجسم للماء أكثر مما يتم استهلاكه بحيث يفرز الجسم في فصل الصيف وتحديدا مع الحرارة الشديدة الكثير من السوائل ما قد يؤدي إلى الإصابة بالجفاف خاصة إن لم يتناول كميات ضرورية من السوائل وتحديدا المياه ضربات الشمس تعد ضربات الشمس الأكثر شيوعا في فصل الصيف وتحدث عندما لا يستطيع جسم الإنسان التحكم في تنظيم درجة الحرارة داخل جسمه ولذا ترتفع درجته بسرعة ولا يستطيع الشخص تبريد جسمه الإرهاق الحراري والتعب يشعر الكثير من الناس بالتعب والكسل بسبب درجات الحرارة المرتفعة وبحسب تعريف مجلة الطب الأميركية فإن الإنهاك أو الإرهاق الحراري هو مرض يمكن أن يحدث عندما يصبح الجسم ساخنا جدا بشكل مفرط لا يمكن التحكم فيه يمكن أن يحدث ذلك عند العمل أو ممارسة الرياضة بالخارج في يوم حار ورطب أو قضاء الكثير من الوقت في بيئة شديدة الحرارة وفق الجردي يؤدي الإنهاك أو الإرهاق الحراري إلى حصول توسع في الأوعية الدموية ومن ثم قد يسبب ذلك حصول الدوار والتعب السكتة القلبية من غير المستبعد أن يؤدي الجو الحار بحسب الجردي إلى حصول السكتة القلبية إذ يعمل القلب بسبب الحر الشديد والجفاف بجهد أكثر من المعتاد ما قد يؤدي إلى حصول السكتة القلبية صعوبة في التنفس يمكن أن يؤثر الطقس الحار على جودة الهواء إذ إن الطقس الحار يسبب زيادة السخونة في الهواء وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض نسبة الأكسجين في الهواء الأمر الذي يعرض الناس إلى مشكلات في التنفس الطفح الحراري أو الحساسية وتقشر الجلد والإصابة بالحروق وفق ما يوضح الجردي فإن تأثيرات الحرارة المرتفعة لها انعكاسات على الجلد وقد تسبب حصول حساسية وانتشار للبثور والحب على البشرة وهو ما يطلق عليه عادة باسم حب الحرارة ويضيف يحدث الطفح الحراري عندما يتعرق الجسم أكثر من المعتاد وعادة ما تكون مناطق كالرقبة وتحت الإبطين وأعلى الصدر من أكثر المناطق التي تشهد تعرقا وطفحا جلديا وقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالحريق والحكة ويمكن أن تسبب هذه الحالة حدوث التهابات جلدية وتورما وغيرها من الأمراض مشكلات صحية أخرى من جهة أخرى يمكن أن يؤدي التعرض لأشعة الشمس إلى الإصابة بالحروق خاصة إن لم يتخذ الإنسان أساليب الوقاية ومن أبرزها وضع مراهم الحماية أو الوقاية من الشمس بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى حصول مشكلات صحية أخرى حتى وإن لم يتعرض الإنسان للحرارة بشكل مباشر إذ يتأثر مرضى الكلى والقلب النساء من خلال حصول تغييرات في الدورة الشهرية وإمكانية حدوث ولادة مبكرة عند الحوامل ما هي إجراءات الوقاية تضع منظمة الصحة العالمية مجموعة من الإجراءات الأساسية التي لا بد للحكومات من تعميمها على مواطنيها على غرار عدم التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر في حالات الحر الشديد وتناول السوائل وهو ما تشير إليه اختصاصية الصحة العامة الدكتورة ميراي مطر لـالعربي الجديد وتقدم مطر سلسلة من الإرشادات التي قد تساعد في الحماية من أشعة الشمس وارتفاع درجات الحرارة وتأثيراتها على الكبار والصغار أهمها تجنب الخروج عند الظهيرة وتحديدا بين الساعة 12 و2 بعد الظهر إذ تكون أشعة الشمس عمودية وتصبح الحرارة في ذروتها ومن هنا ينصح سيدات المنزل ورباته بشراء احتياجاتهن أو القيام بعملية التسوق خلال ساعات الصباح الأولى أو في المساء كذلك من المهم للأطفال وكبار السن عدم الخروج في هذه الفترة الزمنية أما ما يخص الأشخاص الذين يتحتم عليهم الخروج في هذه الفترة للضرورة يفضل السير في أماكن الظل لأن درجة الحرارة تكون أخف نسبيا أو استخدام وسائل النقل تناول الكثير من السوائل حتى ما يخص الأشخاص الذين لا يتعرضون مباشرة لأشعة الشمس أي الموجودين في المنزل لأن الحرارة تختبئ في جدران المنازل الإسمنتية وتبقى لساعات طويلة وهو ما يجعل مكان الإقامة أكثر سخونة ولذا يفضل دائما تناول السوائل للوقاية من الحرارة سواء داخل المنزل أو المكتب أو خارجه لأن السوائل تساعد في مواجهة الجفاف الاستحمام والسباحة يمكن للمسنين والصغار أيضا الذين يشعرون بتأثيرات ارتفاع درجات الحرارة الاستحمام أكثر من مرة لتبريد أنفسهم أو اللجوء إلى السباحة متى تيسرت للحفاظ على رطوبة الجسم ووقايته من الحرارة وتأثيراتها تجنب الأطعمة الحارة تزيد الأطعمة الحارة من معدل ارتفاع درجات الحرارة في الجسم أي المأكولات التي تحتوي على الكثير من التوابل والحر أو الأطعمة الدسمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون لأن هذه المأكولات من شأنها أن ترفع درجات الحرارة في جسم الإنسان وقد تؤثر على الصحة العامة وبدلا من ذلك من المهم تناول أطعمة خفيفة وبعض أنواع الفواكه الصيفية على غرار البطيخ الشمام العنب وضع مراهم خاصة للوقاية من الشمس للحفاظ على صحة البشرة بالإضافة إلى ارتداء ثياب فضفاضة والابتعاد عن الألوان الداكنة لأنها تزيد من حرارة الجسم كما أن من المهم وضع نظارات شمسية لأن الحرارة المرتفعة قد يكون لها انعكاسات على البصر