الحديدة و سحرة فرعون

يمنات
عبده العبدلي
يأتي عليها فصل الصيف القاتل كل عام فتتحول إلى جهنم .. ويكتوي سكانها بلهيب الحر الذي يشوي جلودهم والبطون.
تتعالى اصوات المطحونين في الحديدة كل عام ، ويصم اولي الأمر اذانهم ولا يكترثون لمعاناة الناس، حتى الزكاة التي تؤخذ من اغنيائها يحرم منها فقراؤها ، مع أنها تعبر الحدود اليمنية.
توجيه رئاسي قضى باعتماد معالجة عشرة آلاف حالة من الفقراء المعدمين في هيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة على نفقة الزكاة لكنه كان حبرا على ورق لم ير النور منذ خمسة أشهر.
قبل يومين نشر الزميل محمد معوضة على صفحته مقالة عن هذه الماساة بحرقة ابن البلد الملتصق بوجع وانين البؤساء تاركا وراء ظهره النتائج والحسابات بشجاعته المعهودة ، التي لا تكبلها وظيفة ، ولا راتب لا يسمن ولا يغني من جوع ، لأنه صاحب رسالة سامية وضمير حي ، ولأنه كذلك كتب ونشر واستهجن الكيل بمكيالين خصوصا وان توجيها رئاسيا مماثلا للمستشفى الجمهوري بصنعاء تم اعتماده.
الحديدة .. عروس البحر الأحمر وقيل عنها مؤخرا “حارسه” ، لم تحرسها عناية السلطة الحاكمة بالمركز ولم تلتفت لمعاناتها المزمنة المتمثلة في تسعيرة الكهرباء التي قصمت ظهور المواطنين الذين لم يسعفهم الصندوق الأسود الذي تخطفه الطير بعد انشائه واقراره ، رغم أن الله هيا لهذه المحافظة قائدا عسكريا الكل يتحدثون عن تواضعه ودماثة اخلاقه لكنهم يقولون أنه محاط بسحرة فرعون فلم يعد يرى إلا هم.
قلت العيب فيكم .. انتم سحرة فرعون ، وانتم من طبلتم لكل فرعون ، أنتم من تصنعون الفراعنة .. تهامة يوجد بها رجال صادقين غير تلك الوجوه المالوقة . واذا ما شاء الله للحديدة أن تنهص وتتغلب على الوضع الذي تعيشه فالأمر لا يحتاج إلى ان يضرب القائد المداني بعصاه البحر أو الحجر ليبطل سحرهم كما تقولون .. الأمر يتطلب أن تكفوا عن التطبيل لكل من يتسلق على رقابكم ويرقص على اوجاعكم .. اما بالنسبة للمداني فهو رجل صادق وشجاع وصاحب قرار ، ونسال
ارسال الخبر الى: