الجيش السوداني يطلق المعركة الفاصلة في الخرطوم

45 مشاهدة
تسارعت الأحداث في السودان بعد أن حقق الجيش خلال الأيام الأخيرة الماضية تقدما ميدانيا مهما في حربه مع قوات الدعم السريع خصوصا في العاصمة الخرطوم وتمكن من استعادة عدد من الأحياء السكنية والمواقع العسكرية في وقت لا تزال فيه بعض المواقع الهامة وعلى رأسها القصر الجمهوري بالعاصمة في قبضة الدعم السريع لكن الجيش السوداني يتوجه نحوها شيئا فشيئا ما ينذر باقتراب معركة فاصلة بين الطرفين تتركز في العاصمة الخرطوم والتي منها انطلقت الحرب للمرة الأولى قبل أكثر من عشرين شهرا ويدور في السودان منذ 15 إبريل نيسان 2023 صراع عسكري بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو حميدتي ويخضع كلاهما لعقوبات فرضتها الولايات المتحدة في يناير كانون الثاني الحالي وقد خلفت الحرب دمارا هائلا في المدن والقرى والبنية التحتية للبلاد وأسقطت آلاف القتلى والجرحى وملايين النازحين وفق بيانات الأمم المتحدة الجيش السوداني يتقدم في العاصمة واحتدم القتال خلال الأيام الأخيرة الماضية في مدن العاصمة الثلاث التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى وهي الخرطوم وبحري وأم درمان وبينما تخوض قوات الجيش معارك متقطعة في أم درمان تشن الطائرات المقاتلة هجمات على تمركزات الدعم السريع في الخرطوم خصوصا المناطق الجنوبية في وقت تمكن الجيش في بحري من السيطرة على جسر المك نمر جهة بحري ما يضع القصر الجمهوري الذي لا يبعد عن الجسر سوى مئات الأمتار في مرمى قواته تسيطر الدعم على القصر الجمهوري منذ بداية الحرب بسبب وجودها آنذاك ضمن القوات المكلفة بحمايته وتمكن الجيش السوداني في 24 يناير الحالي من بسط سيطرته على مناطق واسعة في مدينة الخرطوم بحري الضلع الآخر للعاصمة المثلثة الخرطوم حيث فك الحصار عن مقر قيادة سلاح الإشارة وتمكن بعدها من فك الحصار عن قيادته العامة في مدينة الخرطوم التي يفصل نهر النيل بينها وبين الإشارة وأعلن المتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله في تصريح صحافي في 24 يناير أن قواته تكون بذلك قد أكملت المرحلة الثانية من عملياتها بعد التحام قوات مدينة بحري وأم درمان مع القوات المرابطة في القيادة العامة من جهته أكد رئيس هيئة الأركان في الجيش السوداني محمد عثمان الحسين في مؤتمر صحافي من مقر القيادة العامة يوم 26 يناير أن القوات المسلحة في أحسن حالاتها وستنطلق بخبراتها لإكمال المهمة مضيفا أن هذه الانتصارات هي البداية فقط للمرحلة المقبلة والتي ستكون مختلفة وفي حين تسيطر قوات الدعم السريع على مواقع مدنية وعسكرية متعددة في الخرطوم تبرز مواقع أخرى أكثر أهمية بوصفها ساحة متوقعة للمعركة الفاصلة بين الطرفين إذ تسيطر الدعم على القصر الجمهوري منذ بداية الحرب بسبب وجودها آنذاك ضمن القوات المكلفة بحمايته وخاضت هناك أعنف المعارك كما تسيطر على مصنع اليرموك العسكري منذ يونيو حزيران 2023 وتتمسك به موقعا استراتيجيا إلى جانب مطار الخرطوم الملاصق للقيادة العامة للجيش حيث ما زالت الدعم تسيطر على جزء منه وتنتشر الدعم السريع أيضا في جنوب الخرطوم عند منطقة جنوب الحزام وطيبة الحسناب التي تضم معسكرا ضخما لـالدعم وتنتشر قواتها حتى منطقة جبل أولياء التي تحوي قاعدة ود النجومي الجوية الخاصة بالمروحيات ومعسكرا سابقا للجيش السوداني وتمثل بوابة الدخول الجنوبية للعاصمة الخرطوم من الولايات الأخرى وهي المناطق المتوقع أن تدور فيها آخر المعارك في الخرطوم انهيار إرادة القتال ويرى الصحافي السوداني محمد محمود في حديث لـالعربي الجديد أن الدعم السريع دخلت مرحلة الانهيارات المتتالية ولن تستطيع الصمود في العاصمة ولا في بقية المناطق ويضيف أن مقاتلي المليشيا لن تكون لديهم الإرادة للقتال مرة أخرى على الأقل في الوقت القريب بعد الهزائم المتلاحقة وتفكك سلسلة القيادة وستركز العناصر الهاربة في كيفية الخروج بالمنهوبات والابتعاد قدر الإمكان عن المناطق الحضرية أو العبور إلى دول الجوار ويشير محمود إلى أن الجيش سيطر على كامل مدينة الخرطوم بحري بما فيها جسر المك نمر ولم يتبق سوى جيوب في أحياء كوبر وكافوري لافتا إلى أنه بوقوع بحري في قبضة الجيش ليس أمام قوات الدعم المتبقية في تلك المناطق خيار سوى الهروب عن طريق النهر نحو جزيرة توتي حيث تتمركز بعض قواتهم مع صعوبة العبور عن طريق جسر المك نمر إلى وسط الخرطوم بسبب انتشار قوات الجيش على مقربة من مدخله من الناحتين محمد محمود إعلان عموم العاصمة الخرطوم خالية من الدعم السريع مسألة وقت ويتوقع محمود أن تكون نهاية معركة الخرطوم حين يقتحم الجيش القصر الجمهوري أما معركة جبل أولياء المتوقعة جنوبا فستكون برأيه بمثابة أم دبيكرات جديدة معركة طاحنة في عهد المهدية على الرغم من اختلاف الظرف والأطراف والسياق التاريخي معتبرا أن إعلان عموم العاصمة الخرطوم خالية من الدعم السريع مسألة وقت فقط وفي السياق يرى المحلل العسكري حسام الدين ذو النون في حديث لـالعربي الجديد أن ما فعلته المؤسسة العسكرية السودانية يمكن وصفه بأنه تحقيق المستحيل عبر مواجهة قوات منشقة كانت جزءا من الدولة في مختلف مفاصلها ولديها الدعم والسند الدولي والإقليمي والسياسي المحلي والتفوق من حيث عديد الجنود والآلة العسكرية القتالية والموارد المالية المهولة ما جعل التفكير في انتصار القوات المسلحة والشعب السوداني في تلك الحرب لدى الأغلبية هو ضرب من ضروب المستحيل ويشرح ذو النون أن إدارة الحرب كعلم وخبرات تراكمية وقيم أخلاقية اجتازت مرحلتها الثانية باستعادة السيطرة على ما يزيد عن 60 من ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار وأجزاء من إقليم كردفان في مرحلتها الثانية عبر عمليات العزل والاجتياح الممرحل لكل مناطق انتشار مليشيا الدعم السريع ويوضح أن هذه الاستراتيجيات عملت على عزل قوات الدعم وتقطيع أوصالها وإفشال استراتيجيتها الأساسية القائمة على خفة ومرونة الحركة والإمداد المستمر واستغلال النجاحات غير الاستراتيجية عبر السرقة والنهب وتجريد المواطنين من ممتلكاتهم كدافع أساسي وهو جزء من الإرث القتالي القبلي في غرب السودان وله سوابقه في التاريخ باعتبار أن الحرب هي أحد مصادر التكسب لدى جماعات كثيرة والغنائم والنهب دافع أساسي كما ظهر لدى مختلف مكونات الدعم السريع وعناصرها وينوه ذو النون إلى أنه على الرغم من انكسار قوات المليشيا وعمليات الهروب المستمر وسط صفوفها وعدم قدرتهم على الصمود في أي مواجهات قتالية حقيقية بعد انتقال القوات المسلحة السودانية إلى مرحلة الانتشار والسيطرة إلا أن هناك ثلاث عمليات أساسية للقضاء على الدعم وإعلان هزيمتها بوسط السودان ويوضح أن هذه المعارك الختامية سوف تكون مسارحها في مناطق شرق النيل جنوب وشرق الخرطوم والتي سوف تشهد بعضها أو كلها القضاء على المليشيات وأسطورتها ويضيف بعد ذلك سوف تنتقل العمليات لتحرير غرب السودان من المليشيا الإجرامية والقضاء على أحلامهم السلطوية والاستيطانية وقبر أحلام دولة الامارات الاقتصادية التوسعية والأجندة الدولية الاستعمارية الحديثة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح