الجيش التركي يشيد معسكرا جديدا على قمة جبل كيستة شمالي العراق
٣٥ مشاهدة
كشف مسؤول عراقي كردي وشهود عيان في محافظة دهوك الحدودية مع تركيا ضمن إقليم كردستان شمالي العراق أن الجيش التركي بدأ منذ أيام بإنشاء معسكر جديد له على قمة جبل كيستة الواقع داخل العمق العراقي بنحو 10 كيلومترات عن الحدود العراقية التركية بعد نجاح عملية عسكرية له الشهر الماضي في طرد مسلحي حزب العمال الكردستاني من الجبل والقرى المجاورة له ومنذ منتصف عام 2021 تستهدف العمليات العسكرية التركية البرية والجوية مقرات ومسلحي حزب العمال الكردستاني في الشمال العراقي وتحديدا مناطق ضمن إقليم كردستان وتقع غالبيتها بمحاذاة الحدود مع تركيا حيث يتخذ الحزب منها منطلقا لشن اعتداءات مسلحة في الداخل التركي وأدت عمليات القوات التركية خلال الفترة الماضية إلى مقتل المئات من مسلحي حزب العمال وتدمير مقرات ومخازن سلاح ضخمة تابعة للحزب وفقا لبيانات وزارة الدفاع التركية كما أسهمت في انحسار واضح للمساحة التي كان الحزب ينتشر فيها على الحدود بين البلدين واليوم الجمعة أوضح مسؤول عراقي كردي في محافظة دهوك لـالعربي الجديد أن الجيش التركي بدأ بتشييد معسكر له على قمة جبل كيستة التابع لقضاء العمادية شرقي محافظة دهوك بعد معارك وسلسلة عمليات قصف بدأها في الخامس والعشرين من الشهر الماضي وانتهت بالسيطرة على الجبل وسفحه وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن الخطوة التركية بإنشاء معسكر جديد داخل الأراضي العراقي يفهم منها أنها ضمن خطة تركيا في إنشاء المنطقة الآمنة أو العازلة لمنع تسلل مسلحي حزب العمال الى داخل تركيا معتبرا أن المعسكر في حال اكتماله سيكون الرابع الذي يقوم الأتراك بإنشائه منذ مطلع العام الماضي هذه المعلومات أكدها الخبير بالشأن الأمني الكردي والناشط في مدينة دهوك علي رحماني الذي أشار إلى أن السيطرة على قمة الجبل تجعل من مناطق واسعة في محافظة دهوك تحت رصد الجيش التركي وأضاف رحماني لـالعربي الجديد أن الجيش التركي أوقع مسلحي حزب العمال في عملية استنزاف مستمرة من خلال القصف الجوي أو العمليات البرية داخل العمق العراقي وقد يكون هذا الأمر بديلا عن عمليات ضخمة كما كانت تحدث بالسابق من قبل الجيش التركي تكون تكلفتها عالية عسكريا وبشريا وحتى سياسيا بالنسبة لرد الفعل العراقي واعتبر أن الحزب خسر منذ مطلع العام الحالي أكثر من 30 موقعا مهما متراجعا عن المنطقة الحدودية التي كان ينشط بها بفعل العمليات التركية إلى ذلك اعتبر الناشط السياسي الكردي في دهوك شيركو جمجمالي في حديث مع العربي الجديد أن سيطرة الجيش التركي على جبل كيستة يعتبر تحولا نوعيا في مجرى الصراع بالمنطقة الحدودية العراقية التركية ويصب في مصلحة الأخيرة وأضاف جمجمالي في اتصال هاتفي أن منطقة جبل كيستة تطل على أكثر من 50 قرية ضمن مناطق كاني ماسي وبامرني وباطوفا وهذه منطقة طالما مثلت نقطة ارتكاز لمسلحي حزب العمال الكردستاني الذي يبدو أنه ليس بأفضل أحواله حاليا مشيرا إلى أنه من الجانب الآخر فقد تؤدي تلك التطورات إلى عملية نزوح جديدة لعدد من سكان القرى القريبة في السياق ذاته نقلت وكالة شفق نيوز العراقية في تقرير لها أمس الخميس عن سكان محليين قولهم إن الجيش التركي يقوم ببناء قاعدة عسكرية جديدة في منطقة تل ردي المطلة على قرية كيستة وقال أحد الشهود للوكالة إن الآليات العسكرية التركية تعمل ليل نهار في هذا الموقع منذ أسبوعين وتهبط الطائرات الهليكوبتر بين الحين والآخر وأضاف أن أهالي القرية لا يتمكنون من مغادرتها ولا يستطيعون تربية مواشيهم أو الاعتناء بمزارعهم بسبب وجود الجيش التركي في نقاط قريبة من القرية وفقا لإفادة الشاهد وبحسب تقرير سابق نشرته محطة تلفزيون رووداو الكردية المقربة من الحكومة في إقليم كردستان العراق بأربيل فإن القوات التركية لديها 36 نقطة عسكرية ثابتة داخل حدود إقليم كردستان العراق ضمن عمليات مكافحة أنشطة حزب العمال الذي يتخذ من الأراضي العراقية منطلقا لتنفيذ اعتداءات مسلحة وتفجيرات داخل تركيا وفي الثاني والعشرين من الشهر الماضي وقع كل من بغداد وأنقرة على حزمة اتفاقيات أمنية واقتصادية ضخمة خلال زيارة أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد وسبقت الزيارة إعلان العراق حزب العمال الكردستاني منظمة محظورة وهو ما رحبت به أنقرة واعتبرته تطورا مهما في مكافحة المنظمة التي يصنفها القانون التركي منظمة إرهابية