الجوع يبتلع العاصمة بسبب الحوثي… وطلاب يبحثون عن الطعام في حقائب زملائهم

, 20 زيارة

تفاقمت الأوضاع الإنسانية في العاصمة اليمنية صنعاء بشكل غير مسبوق، وفق شهادات سكان وأولياء أمور تحدثوا عن مجاعة واسعة تضرب العاصمة والمناطق المجاورة لها، نتيجة السياسات القمعية التي تمارسها مليشيا الحوثي الإرهابية، الذراع الإيرانية في اليمن، والتي تواصل نهب قوت اليمنيين وفرض الجبايات والإتاوات تحت غطاء مناسبات دينية وطائفية.

وبحسب المصادر المحلية، أصبحت براميل القمامة مصدر الغذاء الرئيسي لآلاف الأسر، في مشهد يعكس الفجوة المهولة بين حياة الفقر والجوع التي يعيشها المواطنون، وحياة الترف والبذخ التي ينعم بها قادة المليشيا وأسرهم.

وأكد سكان في صنعاء، أن بعض العائلات باتت ترسل أطفالها للبحث في مخلفات مطاعم ومنازل قيادات الجماعة للحصول على أي طعام يقيهم الجوع.

وفي المدارس، يصف أولياء الأمور الوضع بأنه “انهيار إنساني وأخلاقي”، حيث بات الطلاب، وفق شهادات متطابقة، ينقضّون على أي طفل يحمل ساندوتش أو وجبة بسيطة، في ظاهرة غير مسبوقة تعكس حجم المجاعة التي تضرب المدينة نتيجة سياسات التجويع الممنهجة.

يقول مراقبون سياسيون، إن حالة الجوع المتفشية ليست نتيجة ظرف اقتصادي عابر، بل جزء من استراتيجية حوثية منظمة للسيطرة على المجتمع عبر الإفقار، وتحويل السكان إلى مجرد أدوات خاضعة، يسهل جرّها إلى الساحات والمسيرات الطائفية.

ويعتبر خبراء أن تجويع الناس وتحويل المساعدات إلى جبهة الحرب يمثل أحد أهم مصادر القوة التي تعتمد عليها المليشيا لتعزيز وجودها العسكري والسياسي.

ويرى حقوقيون أن ما يحدث في صنعاء “جريمة تجويع جماعي” ترقى إلى انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، مؤكدين أن المليشيا تحوّل كل موارد الدولة والقطاع الخاص والمساعدات الإنسانية إلى خزائنها، بينما تدفع المواطنين نحو الجوع الشديد، وتستخدم حاجتهم كوسيلة للابتزاز السياسي والتعبئة الطائفية.

وأكد مختصون اجتماعيون أن استمرار هذه الأوضاع ينذر بـ“كارثة إنسانية تفوق مجاعات القرن الإفريقي”، خصوصاً في ظل غياب أي دور لهيئات الأمم المتحدة التي، بحسب مراقبين، تتغاضى عن الانتهاكات الحوثية، رغم أن المنظمة نفسها توثّق مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي