الجنوب وخيارات نخبه السياسية مرة أخرى
الجنوب ليس بهذه الهشاشة التي يبدو عليها المشهد اليوم !!
الجنوب يحتفظ بروابط قوية تجاوزت قوتها وتأثيرها التكوينات السياسية والاجتماعية التي قسمته تاريخياً ، وابقته متخلفاً بلا مسار واضح ، أو هوية محددة .
لقد ظل الجنوب يدور في فراغات بحثاً عن فرصة للخروج من مأزق التشرذم والانقسام ، حتى وحدته ثورة ١٤ أكتوبر في دولة وطنية واحدة ، استطاعت أن تعزز من تلك الروابط ، وتنتقل بها الى صيغ مؤسسية جعلت منه دولة قوية بنظام مؤسسي وقانوني ، وهوية وطنية أصبح الجنوب في معادلتها المعقدة المعطى الذي أخذت تتراجع أمامه الاشكاليات التي طالما اشتقت من مجاهيل المعادلة ، أو تلك التي حشرت في المعادلة الوطنية كأرقام شاذة ، متعالية ، فجرتها من داخلها ، فيما بعد .
ورغماً عن كل ما تعرض له الجنوب من محاولات لتفكيك تلك الروابط منذ الوحدة ، التي حملها كمشروع وطني تأسس في صلب كفاحه الوطني من أجل الاستقلال ، إلا أن تلك الروابط ظلت تقاوم كل محاولات زجه في صراعات وانقسامات تعيده إلى المربع الأول والقديم .
ومع تفاقم الأزمات التي أنتجها تكسير الدولة الوطنية ، نشأت ظروف لتوليد خيارات سياسية لنخب سياسية واجتماعية جنوبية من منطلقات حاولت أن تلتحم في مسار واحد يعيد الجنوب إلى مكانته في المعادلة ، غير أن هذا الالتحام أخذ يتشقق بسبب عدم قدرة ديناميات ذلك الالتحام على تجاوز خيارات نخبه السياسية في صيغها التفصيلية المفعمة بطروحات الماضي وارباكات وحسابات الحاضر ، والتي للأسف أخذت توظف في مسارات تناقض وتنتقص من بعضها في تشويه يُعَمّمُ فيه ما يردد من أن الجنوبيين لن يتفقوا ، وإن اتفقوا فعلى بقائهم مختلفين .
لقد أخذت هذه الروابط تفقد القدر الكبير من دينامياتها في احتواء الاختلاف بتحويله سريعاً إلى خلاف يتعدى كل جهد لاحتوائه ، ويتجاوز المتاح من أدوات إدارته ، وهو ما يعني أن المشكلة لا تكمن في ما يواجه هذه النخب من اختلاف وخلاف ، فذلك أمر طبيعي طالما أن
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على