الجنوب بين مؤامرة التجويع وإرادة الانتصار والصمود

36 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

4مايو/تقرير خاص_مريم بارحمة


في مدن الجنوب، من العاصمة عدن إلى المكلا، ومن الحوطة إلى زنجبار، تدور معركة صامتة لكنها شرسة، لا يسمع فيها صوت الرصاص، ولا دوي القذائف، ومع ذلك، تشعر أن الحرب تحيط بك من كل اتجاه. هي حرب من نوع مختلف؛ حرب لا تترك أثرًا في الجدران، لكنها تترك جروحًا غائرة في البطون الفارغة وقلوب الأمهات القلقة على لقمة أطفالهن.
هذه الحرب لا تُخاض بالبنادق، بل بالفواتير الباهظة، بانقطاع الكهرباء لأيام، بشحّ المياه، بارتفاع الأسعار حتى تصير السلعة التي كانت في متناول اليد حلمًا بعيد المنال.
بل يسمع أنين المولدات حين تتوقف، وصرير الأبواب حين تُغلق المحال التجارية بسبب الغلاء، وصوت خطوات الناس في طوابير طويلة أمام المخابز ومحطات الوقود.
هي حرب اقتصادية، ولكنها في جوهرها حرب سيادة وكرامة. الهدف منها ليس رفع الأسعار أو تعطيل الخدمات فحسب، بل كسر إرادة شعب بأكمله، ودفعه إلى الاستسلام أمام واقع خانق. إنها سياسة تركيع الجنوب، التي تمارسها قوى الشمال اليمنية بأسلوب مدروس ودقيق، تحوّل أساسيات الحياة اليومية إلى أدوات ابتزاز سياسي.
-سياسة الأزمات المفتعلة.. خطة خفية وملامح ظاهرة
من يتتبع مسار الأزمات في الجنوب، يدرك أن ما يحدث ليس وليد الصدفة أو نتيجة خلل عابر، بل هو عمل ممنهج.
كلما اتخذ المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي خطوة لتعزيز الاستقرار أو الدفاع عن الحقوق الجنوبية، تُفتح فجأة جبهة جديدة من الأزمات: أزمة وقود خانقة، انقطاع مبرمج للكهرباء لساعات طويلة، قفزات جنونية في أسعار السلع الأساسية. ومن الأدلة الميدانية حين يتحسن وضع الكهرباء نسبيًا، تظهر أزمة وقود مفتعلة تشلّ المولدات. في مواسم الأعياد، حين يحتاج الناس إلى شراء مستلزمات أساسية، يقفز سعر الدقيق والقمح واللحوم وملابس الأطفال، وكأن يدًا خفية تعاقب الناس على فرحتهم. هذه ليست صدفة، بل خطة ممنهجة.
اليد الخفية وخلايا التخريب وراء هذه الفوضى تعمل من الشمال، حيث تُضخ كميات كبيرة من العملة المزورة إلى السوق في الجنوب بهدف ضرب قيمة العملة المحلية وخلق تضخم يلتهم

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع 4 مايو لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح