الجنوب بين عاصفة الاستهداف ومعادلة الصمود
19 مشاهدة

4 مايو/ تقرير / رامي الردفاني
في خضم المتغيرات المتسارعة التي تعيشها المنطقة اليوم، يبدو الجنوب وكأنه يقف على خط تماس مباشر بين ثلاث معارك متوازية: معركة الهوية، ومعركة الاستقرار، ومعركة تثبيت المشروع الوطني. ومع تزايد وتيرة الاستهداف السياسي والإعلامي، تتجه الأنظار إلى قدرة المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي على إدارة هذه المرحلة الفاصلة، ليس فقط من زاوية رد الفعل، بل من زاوية صياغة معادلة جديدة للحاضر، وبناء قواعد أكثر ثباتًا للمستقبل.
كما تشير المعطيات الراهنة إلى أن الجنوب يتعرض لأكبر موجة استهداف مركبة منذ سنوات، تتداخل فيها الحسابات السياسية والإعلامية والأمنية. فالجماعات المناوئة للمشروع الجنوبي من الحوثيين إلى الإخوان تحاول إعادة إنتاج أدوات الضغط على الساحة الجنوبية، سواء عبر حملات التحريض الإعلامية أو محاولات خلط الملفات الاقتصادية بالخلافات السياسية.
ورغم حجم الضخ الإعلامي الواسع، يكشف الواقع أن هذه الحملات لم تنجح في المساس بجوهر الوعي الشعبي الجنوبي، الذي أصبح أكثر قدرة على التمييز بين الأزمات المصطنعة والوقائع الحقيقية ولقد تحوّلت الحرب الإعلامية إلى سلاح فقد تأثيره، بعدما أدرك الناس هدفه في زعزعة الثقة بالقيادة وإحداث شرخ مجتمعي واسع بين أبناء الجنوب الواحد.
*المجلس الانتقالي ثبات سياسي في وجه التحديات
وفي مقابل ذلك، يظهر المجلس الانتقالي الجنوبي كأقوى الأطراف قدرة على التحكم بإيقاع المشهد، عبر خطاب سياسي متماسك، وقرارات محسوبة، ورؤية تتجاوز اللحظة الآنية وذلك في استطاعته خلال السنوات الماضية أن ينتقل من “كيان مقاوم” إلى “مؤسسة سياسية راسخة” تمتلك أدوات إدارة ومعايير واضحة للتحالفات الإقليمية والدولية.
ويشير مراقبون إلى أن شخصية الرئيس الزُبيدي لعبت دوراً أساسياً واستثنائيا في تثبيت هذا النهج؛ فالرجل يجمع بين صلابة الموقف وهدوء القيادة، وبين وضوح الرؤية وقدرته على امتصاص الضغوط. وهنا يظهر أحد أسرار قوة الانتقالي: ثبات المشروع مقابل تقلب الآخرين.
* الحاضنة الشعبية .. خط الدفاع الأول
ورغم تعقيدات الوضع الاقتصادي والخدماتي، فإن التماسك الشعبي الجنوبي بات اليوم أكثر حضورا من أي وقت مضى. فقد فشلت الحملات المنظمة التي راهنت
ارسال الخبر الى: