الجنوب العربي معادلة جديدة ورسالة حاسمة حرب 94 لن تتكرر
تشهد الساحة الجنوبية في الوقت الراهن تحوّلات عميقة تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن واقع الجنوب في عام 2025 يختلف جذريًا عما كان عليه في صيف 1994م. فشعب الجنوب، الذي خبر مرارة الحرب والاحتلال ومحاولات الإخضاع، يبعث اليوم برسالة قوية لتحالفات القوى اليمنية التي تعمل على إعادة صناعة سيناريوهات الماضي، مضمونها: “لن تتكرر حرب 94، ولن يُستباح الجنوب من جديد.”
*إحياء الفتاوى
رصدت مصادر سياسية وإعلامية تحركات متزايدة لجماعة الإخوان الإرهابية، تقوم من خلالها بإعادة نشر فتاوى التكفير والقتل التي أصدرتها في حرب 1994 ضد الجنوبيين، في محاولة لإحياء خطاب الكراهية نفسه الذي مهّد لاجتياح عدن وسقوط مؤسسات الدولة الجنوبية آنذاك.
ويؤكد ناشطون أن هذا السلوك يعكس محاولة واضحة للتهيئة لحرب جديدة تحت ذرائع عقائدية وسياسية مشابهة لتلك التي وظّفتها الجماعة قبل ثلاثة عقود.
*تحشيد عسكري بوجه جديد..
تشير المعطيات الميدانية إلى وجود تحشيد عسكري تقوده جماعة الإخوان، يتمثل في نقل عناصر مسلحة وتجهيزات قتالية باتجاه مناطق تقع على تخوم الجنوب.
ويرى مراقبون أن هذا التحشيد ليس سوى النسخة المحدثة من حرب 1994، وبالأدوات نفسها، والعقيدة نفسها، ما يعزز المخاوف من أن الجماعة تسعى لإعادة إشعال الصراع مستغلة حالة التجاذبات في الشمال.
في مقابل ذلك، يؤكد أبناء الجنوب وقياداته السياسية أن الظروف التي سمحت باجتياح الجنوب في 1994م لم تعد قائمة اليوم، فالقوة العسكرية الجنوبية باتت أكثر تنظيمًا وتسليحًا، والإرادة الشعبية أكثر وحدة وتماسكًا.
ويشدد الجنوبيون على أن الجنوب يمتلك اليوم قرارًا مستقلًا وقوة قادرة على حماية الأرض، وأن أي محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء ستصطدم بواقع جديد لا يسمح بتكرار مأساة الماضي.
ويرى محللون أن تحركات القوى اليمنية ضد الجنوب تأتي بدافع السيطرة على الثروات النفطية والغازية والموانئ الاستراتيجية، تحت غطاء “الوحدة اليمنية”.
ويحمّل الجنوبيون المجتمع الدولي مسؤولية تراخي العدالة بشأن محاسبة مجرمي حرب 1994، الأمر الذي شجع بعض الأطراف على محاولة استنساخ التجربة من جديد دون أي رادع قانوني أو دولي.
*دور القيادة الجنوبية
ارسال الخبر الى: