الجنوب العربي من حسم الخيار إلى تمكين القـرار
لطالما كان الجنوب ثابتًا على أهدافه، صامداً في ثوابته، راسخًا في مبادئه وقيمه الوطنية المؤمنة بعدالة قضيته المصيرية: قضية الحرية والكرامة واستعادة الدولة كاملة السيادة، غير أن تلك الرحلة لم تكن معبدة بالورود، بل كانت سجلًا حافلًا بالتضحيات والفداء، أثمرت بمقتضاها يقينًا راسخًا بأن الاستقرار الحقيقي والتحضر لا يتحققان إلا بموازاة استعادة الحق، ومكافحة مخاطر الإرهاب والتطرف والفساد والتهريب، وهو ما أثبتت القوات المسلحة والأمنية الجنوبية كفاءتها فيه؛ لتجعل من الجغرافيا الجنوبية صمام أمان للمشروع التحرري الجنوبي والعربي بأكمله.
وهذا المشروع التحرري الذي يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي بتفويض شعبي واضح، منحه الشعب قاطبة للرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي – ليصبح صاحب الحق الشرعي في تمثيل إرادة شعب الجنوب – حكمة تحريك متجهات المعركة، سواء نحو الحرب مع مليشيا الحوثي الإيرانية، أو نحو السلام، بناء على معطيات المصلحة العليا للجنوب.
لقد فشلت تبريرات الحروب الجانبية التي حاولت بعض الأطراف الإخوانية والقوى المتماهية مع المليشيات الحوثية تحميل الجنوب تبعات عجزها وفشلها في مواجهة الحوثي في صنعاء، وتحويل المعارك جنوبًا لتكون ذريعة للخروج من مأزق المواجهة الحقيقية. كما قال الرئيس الزبيدي بوضوح: “من يريد تحرير صنعاء واجتثاث الحوثي، فالجنوب سندًا وعونًا ولا ولم ولن نسمح أن تصبح محافظات الجنوب مسرح للمعارك الجانبية” قاصدًا تلك الأجندات الإخوانية التي تريد تفتح معارك في المناطق المحررة للتهرب من مسؤولياتها الوطنية تجاه صنعاء. وهي المعركة الإعلامية والسياسية الخادمة لأجندات إخوانية معينة، التي حاولت ن خلاله تشويه هذا الموقف الوطني الثابت.
اقرأ المزيد...لقد وصلت
ارسال الخبر الى: