فساد الجمارك في سورية شركاء بأمتعة المغتربين وهداياهم
٣٣ مشاهدة
شو جايب للحبايب هذه هي عبارة الترحيب التي استقبلني بها ضابط الجمارك في مطار دمشق الدولي نبشوا حقائبي بطريقة مستفزة لكني لم أحاول الجدال أو الاعتراض خوفا من أي عرقلة تؤخرني عن رؤية ابنتي التي ولدت بعد سفري الأخير إلى الإمارات بشهر أي قبل ثلاثة عشر عاما والتي أتوق لرؤيتها كثيرا هذا ما قاله إبراهيم حرب أحد أبناء السويداء المغتربين في حديث لـالعربي الجديد عما يتعرض له القادمون إلى وطنهم عن طريق المطارات أو المنافذ الحدودية المتاحة ابتزاز المغتربين ابتزاز المغتربين القادمين إلى البلاد ليس ظاهرة جديدة في سورية الأسد لكنه أغنية أدمن جهاز الجمارك ترديدها مع توزيع جديد للحنها ومفرداتها بين الحين والآخر مع عزف محترف على القانون كي لا يشعر المواطن أنه يسرق يقول حرب سابقا كانت أكبر رشوة يتقاضاها عناصر الجمارك في المطار علبة سجائر Marlboro لكن هذه المرة اختلف الوضع فلم يرضهم القليل كانوا يبحثون في أمتعتي ويخرجون الهدايا التي جلبتها لأسرتي يتمعنون بها وتارة يقولون هذا الغرض ممنوع تهريب وهذه الحاجيات مرفوضة لوهلة شعرت أنني أخطر مهرب في العالم ويستطرد بنبرة ساخرة أنه لم يخرج من ركن التفتيش حتى أخذ العناصر ما يريدون من الهدايا بطريقة مستفزة زجاجتي عطر علبتي سجائر وآيباد بحجة أنه بحاجة لجمركة والذي تبين أن ثمن جمركته ضعفا الثمن الذي اشتريته به هذا القانون هي كلمة المرور التي يستطيع الفاسدون من ضباط الجمارك استخدامها لفتح حقائب المغتربين القادمين وسلبهم ما يطمعون به من أمتعة وأمانات دون أي اعتراض من المواطن الذي تخدره تلك الكلمة السحرية وفيما لو اعترض المواطن فإنه سينال قسطا من الانتظار الطويل الذي قد يستمر لساعات في الطابور أو على المعابر الحدودية أحد سائقي النقل بين لبنان وسورية قال لـالعربي الجديد باب المصنع مسكر وكل مواطن حابب يفوت عالبلد لازم يكون مفتاحو بإيدو ويقصد السائق بالمصنع المعبر الحدودي بين لبنان وسورية فيما يقصد بالمفتاح الرشوة أو الإتاوة ويشير أبو حسن وهو اسم مستعار لسائق فان بين سورية ولبنان إلى أن عناصر النقطة المشتركة بين حاجز تابع للفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد شقيق رأس النظام السوري وعناصر مفرزة الجمارك لا يمكن أن يسمحوا لأي مواطن قادم إلى البلاد بالدخول قبل دفع المعلوم والمعلوم في هذه النقطة تحديدا قد يتجاوز المئة ألف ليرة سورية لصوص الأوطان ويقول أبو حسن أول مرة عملت بها على السيارة قضيت ساعة ونصف الساعة منتظرا على الحدود دون أي سبب يذكر فقط لأنني رفضت دفع إتاوة باعتقادي أن أولادي أولى بها ليس ذلك بخلا ولكني مقتنع بأن من يخدم أمن الوطن يجب ألا يكون لصا ومن يدفع له كي يحصل على حقه الطبيعي يسهم في تشجيعه على امتهان السرقة ويردف أبو حسن أن مبدأه لم يحمه من سلطة عناصر النقطة في النهاية هناك ركاب في الحافلة ينتظرون لقاء أسرهم مشيرا إلى أن انتظاره بحسب ما همس له أحد عناصر النقطة سيطول إن لم يدفع الإتاوة وبالتالي إما أن الحافلة التي يستقلها ستتأخر بركابها بسببه أو سترحل ويضطر للتنقل بشكل متقطع وفي نهاية المطاف رضخ تحت ضغط التهديد المبطن بتأخير تسييره فيما كان الضحك والسخرية في حديث المسن أبو كنان العائد بعد شهرين من إجازة نهاية الخدمة التي رتبها له أبناؤه المغتربون في الإمارات حيث قضى هناك أجمل أيام حياته وعاد ليقف على حاجز يطلق عليه السائقين حاجز أسماء كناية عن زوجة بشار الأسد رئيس النظام السوري المضحك في الأمر كما قال كل حاجز يستولي عليه شخص ولا حاجز بيدخل ليرة سورية واحدة للخزينة العامة قمة المهزلة وكان موقع أثر برس الموالي للنظام تحدث قبل أيام عن عمليات السرقة والابتزاز التي ينتهجها عناصر هذه الحواجز والنقاط بحق المواطنين القادمين للبلاد والتي تشمل مصادرات أمتعة وهدايا يحملها المسافرون أو تتعهد نقلها شركات مختصة بنقل الأمانات مشيرة إلى أن إحدى الجهات المعنية بررت لها تلك التصرفات على أنها مكافحة لتجاوزات ومحاربة للفساد ومنع التهريب والمتاجرة غير المشروعة وتعفي المادة 178 من قانون الجمارك السوري الهدايا والأمتعة الشخصية والأدوات الخاصة بالمسافرين والمعدة للاستعمال الشخصي من الرسوم والضرائب أو المصادرة لكن القانون يحوي العديد من الثغرات المفصلة على قياس بعض المتنفذين والجهات الأمنية حسب مراقبين