صحفي يمني صمت الجبهات قد يفضي إلى كارثة استراتيجية وواشنطن قد تعترف بالحوثيين كقوة أمر واقع
في ظل حالة الجمود العسكري التي تسيطر على معظم جبهات القتال في اليمن، وموازاةً مع استمرار الضربات الجوية الأمريكية ضد مليشيا الحوثي منذ منتصف شهر مارس الماضي، حذر الصحفي اليمني البارز توفيق الشرعبي من تحولات خطيرة قد تعيد رسم خريطة السيطرة والنفوذ في اليمن، مؤكداً أن استمرار التوازن الهش الحالي قد يؤدي إلى كارثة استراتيجية تتمثل في تسليم البلاد بالكامل لمليشيا الحوثي، ليس فقط كأمر واقع، بل كـهدية مجانية من الولايات المتحدة.
وفي منشور لاذع على منصات التواصل الاجتماعي، شن الشرعبي هجوماً حاداً على ما وصفه بـصمت الجبهات، داعياً القوى المناهضة للانقلاب إلى الاستفاقة من غفلتها قبل فوات الأوان. وقال: إن نجت مليشيا الحوثي من هذه المرحلة، ولم تنكسر رغم القصف الأمريكي المتواصل، فإن أمريكا ستعترف بها كقوة أمر واقع، وقد تسلمها رقاب اليمنيين والدول المجاورة مستقبلاً، لأنها لا تعترف إلا بمن يصمد ويبدو الأقوى على الأرض.
ويأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه الساحة اليمنية حالة من الركود العسكري، مقابل تحركات دبلوماسية أمريكية وصفها مراقبون بأنها غامضة، تثير قلقاً متزايداً لدى القوى المؤيدة للشرعية والمعارضة للمليشيا الحوثية من احتمالية إعادة تأهيل المليشيا دولياً، خاصة بعد صمودها النسبي أمام الحملة الجوية، رغم الخسائر الكبيرة التي أصابت البنية التحتية والمرافق الحيوية في مناطق سيطرتها.
وتشير التحليلات إلى أن تصريح الشرعبي لا يعكس فقط مخاوف داخلية يمنية، بل يكشف عن قراءة عميقة لطبيعة السياسة الدولية التي تميل دائماً إلى التعامل مع الوقائع الموجودة على الأرض، وليس مع الحقائق التاريخية أو القانونية. وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن دعوة الشرعبي إلى استئناف العمليات العسكرية على الجبهات تمثل تحذيراً مبكراً من سيناريو محتمل يتم التحضير له خلف الكواليس، يهدف إلى فرض معادلة إقليمية جديدة تكون فيها المليشيا الحوثية الطرف المنتصر في نظر واشنطن والمجتمع الدولي.
وحذر هؤلاء من أن استمرار الوضع الحالي دون تحرك حقيقي على الأرض قد يُفقد القوى الوطنية والحكومية الفرصة الأخيرة لإحداث اختراق عسكري أو سياسي يعيد ترتيب الأولويات ويعيد تحديد