الثورات الفاشلة وتأثيرها السلبي على وعي الناس
٢٩ مشاهدة
المرصد/خاص
بقلم/حافظ الشجيفيان إحجام الناس الواضح عن تنظيم او المشاركة في مظاهرات سلمية ضد سلسلة من العلل المجتمعية مثل الفساد والنهب وتدهور الخدمات وارتفاع الأسعار وضعف الاجور وتأخير الرواتب
ينبع بشكل أساسي من التداعيات المحيرة للثورات السابقة. ويكشف التحليل النقدي لسياق الأحداث التاريخية عن حقيقة محبطة، وهي أن آثار هذه الثورات كثيراً ما ولدت واقعاً أكثر خطورة وسوءا وبؤسا من الواقع الذي سعت تلك الثورات إلى تصحيحه. وتلقي خيبة الأمل العميقة هذه بظلال لا تمحى على الوعي الجمعي للشعب، وتمتص التفاؤل والحماس اللازم للتعبئة من أجل التغيير.
وتبرهن الثورة الفاشلة ضد حكم عفاش، وما ادت اليه من صعود عبد ربه منصور هادي إلى السلطة، كيف أن الانتقال من نظام إلى آخر لم يسفر عن التغيير المتوقع. وبدلا من ذلك، فقد ادى إلى مزيد من عدم الاستقرار والعنف والأزمات الاجتماعية والاقتصادية. فيما أفضت الثورة اللاحقة التي قادها الحوثيون ضد هادي بحجة ارتفاع الأسعار إلى حرب مأساوية وطويلة الأمد لا تزال تعصف بالبلاد حتى اللحظة.
ومثل ذلك الثورة ضد حكومة أحمد عبيد بن دغر في عدن، والتي أوصلت معين عبد الملك إلى السلطة بدلا عنه، سلط مزيدا من الضوء على خيبة الأمل في العمل الثوري الاحتجاجي. وقد عززت الظروف المعيشية والأزمات المتدهورة خلال فترة حكمه الشعور السائد بأن الحركات الثورية والاحتجاجية والمظاهرات لا تحقق الا تحولات سلبية وعكسية.
وقد أدى التأثير التراكمي لهذه التجارب إلى تخوف عميق وتردد بين الناس في التعبئة من أجل المزيد من العمل الثوري المناهض لسياسات الحكومة. فيما أدى الخوف من تفاقم الواقع الأليم بالفعل إلى خلق شعور سائد لدى عامة الناس بالاستسلام وخيبة الأمل في فعالية مثل هذه الحركات او المظاهرات.
لقد ساهمت الصدمات والندوب التي خلفتها الثورات الماضية في غرس شعور عميق بعدم الثقة في إمكانية إحداث تغيير حقيقي من خلال وسائل مماثلة. ويسلط هذا الشعور السائد باليأس والاستسلام الضوء على الحاجة إلى فهم دقيق للعوامل الأساسية التي تشكل المواقف العامة.
إن إعادة بناء الثقة
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على