شهر على التوغل في لبنان أوراق قوة بيد حزب الله تكبد الاحتلال خسائر
٣٩ مشاهدة
اشتدت حدة المواجهات البرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الأول من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة أو احتلال أي قرية بشكل كامل من قرى الحافة الأمامية للحدود ومنذ أمس الخميس تشهد مدينة الخيام ذات الرمزية الخاصة والاستراتيجية الكبرى معارك هي الأعنف منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية وفجر الأول من أكتوبر تشرين الأول الماضي أعلنت إسرائيل بدء حملتها العسكرية على لبنان تحت اسم سهام الشمال بهدف معلن يتمثل في إعادة المستوطنين الذين فروا من المستوطنات المحاذية لحدود لبنان نتيجة القصف من جانب حزب الله منذ الثامن من أكتوبر 2023 وسبق العملية العسكرية البرية غارات جوية واسعة شنها الاحتلال منذ 23 سبتمبر أيلول الماضي ولا تزال مستمرة على الأراضي اللبنانية ما أسفر عن استشهاد أكثر من ألفي شخص معظمهم من العائلات والأطفال ونزوح ما يزيد عن مليوني شخص ورمى الاحتلال من خلال الغارات التي استهدفت المدنيين بلا هوادة إلى تمهيد المنطقة أمام التوغل البري من خلال إبادة القرى ضمن سياسة الأرض المحروقة لكنه فوجئ بمقاومة لبنانية شرسة على طول الخط الأمامي للحدود منذ اليوم الأول للتوغل وبلغت آخر حصيلة أصدرتها غرفة العمليات في حزب الله أمس الخميس للمواجهة البرية أكثر من 95 قتيلا و900 جريح من ضباط وجنود جيش الاحتلال وتدمير 42 دبابة ميركافا وأربع جرافات عسكرية وآليتي هامر وآلية مدرعة وناقلة جند كما إسقاط ثلاث مسيرات من طراز هرمز 450 ومسيرتين من طراز هرمز 900 مع الإشارة إلى أن هذه الحصيلة لا تتضمن خسائر الاحتلال الإسرائيلي في القواعد والمواقع والثكنات العسكرية والمستوطنات والمدن في الأراضي المحتلة على الجانب الآخر من الحدود وتصدى حزب الله للمحاولات الإسرائيلية بحسب ما نشرت عمليات المقاومة عند أكثر من محور الأول يمتد من الناقورة غربا وصولا إلى مروحين شرقا والثاني يمتد من راميا غربا وصولا إلى رميش شرقا عيتا الشعب ضمنا ومن رميش وصولا إلى عيترون شرقا أما الثالث فيمتد من بليدا جنوبا وصولا إلى حولا شمالا فيما يمتد الرابع من مركبا جنوبا وصولا إلى قرية الغجر اللبنانية المحتلة في الشمال الشرقي إضافة إلى محور خامس يمتد من قرية الغجر وحتى مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وتؤكد أوساط حزب الله أن القوة الصاروخية في المقاومة مستمرة في استهداف تحشدات الاحتلال في المواقع والثكنات العسكرية على طول الحدود وصولا إلى القواعد العسكرية والاستراتيجية والأمنية في عمق إسرائيل بمختلف أنواع الصواريخ ومنها الدقيقة التي تستخدم للمرة الأولى وقالت أوساط حزب الله لـالعربي الجديد إن العدو اعتقد أن باغتيالاته وتفجيراته سيقضي على قدرات حزب الله لكنه صدم بأننا لا نزال نملك الكثير لا بل وسعنا في الفترة الأخيرة من عملياتنا اليومية وزدناها كما وكذلك نوعا حتى وصلت إلى غرفة نوم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ولا يزال بعهدتنا الكثير من المفاجآت وأضافت الأوساط جيش الاحتلال يتكبد خسائر كثيرة في المواجهات البرية ولا يعلن عنها كلها وبدورنا قلنا ونكرر أننا ننتظر الالتحام فليقتربوا ليشاهدوا ويلمسوا النتيجة في الميدان وهو حتى الساعة لا يزال يقف على البوابة الأمامية وبدأ يتحدث عن أن أهدافه تحققت لكنه لم ولن يحقق أيا من الأهداف بل سنؤلمه كثيرا أوراق قوة حزب الله في المواجهات البرية مع الاحتلال ويمتلك حزب الله أوراق قوة عديدة في المواجهة البرية ظهرت من خلال الكثير من الإنجازات التي حققها وعاد لفرض نفسه من خلالها بالميدان بعد سلسلة انتكاسات تعرض لها خصوصا في عمليات تفجير أجهزة الاتصال البيجر واللاسلكي في 17 و18 سبتمبر أيلول الماضي واغتيال العديد من قادته على رأسهم الأمين العام حسن نصر الله في الإطار يقول قائد كلية القيادة والأركان سابقا العميد الركن المتقاعد حسن جوني لـالعربي الجديد إن أبرز نقاط القوة البرية عند حزب الله هي اللامركزية في القتال أو الدفاع بمعنى أنه على كل اتجاه قتال هناك قوة ليست مضطرة إلى التحرك ودعم بعضها أي أنها موزعة إضافة إلى عنصر تحصين الأرض وتجهيزها للدفاع إذ رغم الضربات المكثفة من جانب الاحتلال بالجو والمدفعية فإن القدرات الدفاعية موجودة لدى المقاومة ومستمرة بالأرض بشكل جيد أما النقطة الثالثة فهي مشروعية القتال والعقيدة ما يؤدي إلى الثبات والقتال حتى الموت ويشير جوني إلى أن العملية البرية أعلن عنها منذ شهر على أساس أنها مركزة ومحددة وتم حشد بعض الفرق واستكملت لاحقا لحد الخمس فرق وبدأ الهجوم الإسرائيلي بطلائع قواته التي تسمى قوات الاستطلاع وهدفها الاستطلاع بالنار لمعرفة قدرة حزب الله الدفاعية سواء أسلحته أو تشكيله أو جهوزيته ونقاط بهذا الإطار لكن فوجئوا بأن المقاومة تشكل جبهة دفاعية متماسكة على امتداد الحدود والتخوم بحيث استطاعت في بداية المواجهات تكبيد قوة الاستطلاع خسائر فادحة من قتلى وجرحى ولم يتوقع جيش الاحتلال الصلابة بالدفاع عند حزب الله خصوصا بعدما أصابه بضربات قاسية لجهة قتل معظم أركان القيادة إضافة إلى أمينه العام وارتكاب تفجيرات أجهزة الاتصال تبعا لذلك يلفت خبير الدفاع في الاستراتيجية والقيادة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يقدر الموقف بشكل دقيق وصحيح فهو اعتبر بعد الضربات المذكورة أن الدخول إلى الجنوب سيكون بمثابة نزهة ولكن بالحقيقة فإن قتل القيادات لا يعني قتل جميع مقاتلي حزب الله ويضيف حاول الاحتلال الإسرائيلي القيام بعدة هجمات فيما بعد إذ طور تكتيكه وعملياته ورغم ذلك كانت المقاومة شرسة وعنيفة فقد استطاع أن يدخل في القرى الأمامية بعد قتال عنيف واستعمال مكثف للقدرات البحرية والجوية والمدفعية التي يمتلكها وتمكن من أن يدخل ويدمر بعض القرى الأمامية ولكن وجوده داخل الأراضي اللبنانية كان بشكل مركز ومتواصل عرضة للاستهداف الناري مشيرا إلى أن كل حركته داخل الأراضي اللبنانية وحتى على الحدود وفي النقاط العسكرية الإسرائيلية بالداخل الإسرائيلي استهدفت من قبل حزب الله بالصواريخ والمدفعية وخلص الخبير إلى أن مناورة الاحتلال في التخوم الأمامية كانت مقيدة ومحكومة بنيران حزب الله والقدرات التي يتمتع بها كذلك يقول العميد جوني إن الاحتلال حاول تطوير عملياته باتجاه رب ثلاثين والطيبة لكنه واجه مقاومة عنيفة مع الإشارة إلى أنه اعتمد تكتيك المناورة والالتفاف وعدم المواجهة المباشرة وتجنب الالتحام قدر الإمكان وهذا ما حصل في عيتا الشعب ويحصل حاليا في الخيام إذ حاول في عيتا الشعب أن يلتف على القرة من اتجاه الغرب بين عيتا وحانين ولا يزال يواجه مقاومة من داخل عيتا الشعب حتى الآن وأردف في الخيام أيضا فتح خط قتال جديد يهدف إلى تشتيت جهود حزب الله وقدراته النارية وحاول الالتفاف على البلدة من جهة الشرق بين الخيام والماري متجنبا الدخول من سهل الخيام كما فعل عام 2006 مشيرا إلى أن الاشتباكات العنيفة تدور الآن على التخوم الشرقية للخيام بحيث يريد الاحتلال السيطرة على البلدة نظرا لأهميتها الجغرافية ولرمزيتها خصوصا أنها تشرف على المستوطنات كما على الداخل اللبناني ويعتبر جوني أن الاحتلال الإسرائيلي اقتنع بأن الدخول ليس سهلا لأنه سيتكبد خسائر كبيرة لا يريد أن يتحملها واكتفى بالتالي بهذه المسافة وتدمير القرى الحدودية وخلق ما يعرف بـ بافر زون أي بقعة خالية من المنازل والأشجار والحقول باعتبار أن المنطقة المكشوفة تساعد في تحقيق أمن المستوطنات الأمامية في حين أن هذا الأمر ليس دقيقا لأن أمن المستوطنات لن يتحقق إلا باتفاق سياسي لكون استهداف هذه المستوطنات أمرا ممكنا ومتاحا لحزب الله وإن كان من العمق اللبناني بما في ذلك من البقاع انطلاقا من هذا كله يرى جوني أن المواجهات البرية هي سلاح بيد حزب الله لكن ليس للتفاوض بل سلاح لعدم إعطاء الإسرائيلي نقطة قوة في التفاوض في حين أن نقطة قوة حزب الله بالتفاوض هي المسيرات والصواريخ التي تفقد إسرائيل أمنها وهذا الوضع الوحيد الذي سيقود إسرائيل بنهاية المطاف إلى التسوية بعد عجزها عن منع سقوط الصواريخ والمسيرات الدقيقة والنوعية من الوصول إلى أهدافها