التهريب الحوثي يتضخم… ومراكز نفوذ جديدة تمتد من صعدة إلى القرن الأفريقي وتهدد الأمن الإقليمي

, 12 زيارة

تشير تقارير دولية حديثة، من بينها تقرير “المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية” وفريق خبراء الأمم المتحدة، إلى أن المليشيا الحوثية الإرهابية دخلت مرحلة جديدة من اقتصاد الحرب، بعد أن نجحت في تحويل شبكات التهريب إلى مصدر تمويل إستراتيجي يوازي الدعم العسكري الإيراني، ويمنحها قدرة على الصمود والتمدد رغم الضربات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية المتواصلة خلال العامين الماضيين.

وبحسب التقييم الدولي، لم تتراجع قدرات الجماعة الهجومية، بل ازدادت مرونة، فيما توسعت شبكات التهريب التي تديرها من صعدة إلى القرن الأفريقي، في واحدة من أكبر عمليات الجريمة المنظمة في المنطقة.

وتؤكد المصادر الأممية، أن الحوثيين أصبحوا «المموّل الرئيسي والمسيطر على أنشطة التهريب» في البحر الأحمر وخليج عدن، بعد أن أعادوا تشكيل شبكات تهريب الأسلحة بالتنسيق مع حركة الشباب في الصومال وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

ووفقاً للتقارير، فإن الجماعة لا تستقبل الأسلحة فحسب، بل تشارك في عمليات تدريب فني وتبادل تكتيكات قتالية مع تلك التنظيمات، في تطور خطير يفتح الباب أمام انتقال خبرات تصنيع المسيّرات والصواريخ إلى جماعات إرهابية أخرى في الإقليم.

وبالتزامن مع توقف الهجمات الحوثية نحو تل أبيب عقب وقف إطلاق النار في غزة، تؤكد الأمم المتحدة أن تدفّق الأسلحة الموجهة للجماعة لم يتوقف، بل تم إعادة توجيهه عبر مسارات جديدة من السودان والصومال وجيبوتي.

وتشير عمليات الاعتراض المتزايدة لعام 2025، من خفر السواحل اليمني وقوات المقاومة الوطنية والتحالف الدولي، إلى أن الجماعة ما تزال تستقبل شحنات ضخمة من الأسلحة والصواريخ ومكوّنات الطائرات المسيرة، بعضها من منشأ صيني، وأخرى مرتبطة مباشرة بشبكات الحرس الثوري الإيراني.

ويرى محللون سياسيون أن هذا التوسع في اقتصاد التهريب منح الحوثيين قدرة على الاستقلال المالي التدريجي عن إيران، وهو ما يُعد تطوراً خطيراً لأنه يجعل الجماعة قادرة على الاستمرار حتى لو تراجع الدعم المباشر من طهران، وربما تكون مركزًا متقدمًا لطهران.

ويشير الخبراء إلى أن الحوثيين باتوا يديرون