التهجير والقتل الجماعي في شمال غزة تطبيق خطة الجنرالات حرفيا
٣٤ مشاهدة
تأخذ العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة شكلا مختلفا مع تواصلها للشهر الثاني على التوالي وغياب التدخل الدولي والضغط الحقيقي على الاحتلال لوقف عمليات الإبادة الجماعية والتهجير التي يقوم بها بحق عشرات الآلاف من السكان المحاصرين والذين أجبر الكثيرون منهم على إخلاء مناطقهم في مخيم جباليا والمنطقة الغربية منه ومشروع بيت لاهيا وبيت لاهيا وبيت حانون في إطار تطبيقه خطة الجنرالات في شمال غزة ويعمل الاحتلال الإسرائيلي للأسبوع الخامس على التوالي على تهجير الفلسطينيين وترحيلهم من مناطق شمالي القطاع إلى مدينة غزة بعدما فشل سابقا في إخراجهم نحو جنوب ووسط القطاع ضمن خطة الجنرالات التي تنص على تجويع الفلسطينيين ومحاصرتهم لإخلاء الشمال وجعله منطقة عسكرية مغلقة ومدمرة تطبيق خطة الجنرالات ورغم النفي الإسرائيلي المتكرر سواء عبر التصريحات الرسمية أو عبر التسريبات التي تتم عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية لوجود نية بتطبيق خطة الجنرالات إلا أن الاحتلال يطبق على الأرض ما لا يعلنه في الخطط الرسمية وهو ما يجري على أرض الميدان في مناطق الشمال منذ أن بدأ عمليته العسكرية في جباليا في الخامس من أكتوبر تشرين الأول الماضي حسام الدجني الاحتلال يهدف لتوفير بيئة تساهم في إقامة مناطق عازلة ومستوطنات وفي إطار تطبيق خطة الجنرالات ركزت العملية العسكرية في الشمال على تهجير الفلسطينيين من المنطقة بعد حصار مطبق من الجهات الأربع ثم قامت قوات الاحتلال بعمليات اعتقال في صفوف الرجال والفتيان ووجهت النساء والأطفال إلى المناطق الغربية من مدينة غزة بعدما نكلت بهم وهددتهم بالإجهاز عليهم في حال بقوا في مناطقهم تضاف إلى ذلك الاقتحامات التي جرت لمراكز الإيواء التابعة لوكالة أونروا أو غيرها من المراكز التي أنشئت بجهود شعبية لإيواء المهجرين الذين دمرت منازلهم جراء حرب الإبادة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في القطاع وتعتبر العملية العسكرية الحاصلة حاليا في مناطق جباليا وبيت لاهيا هي الثالثة بعد عمليتين سابقتين في أكتوبر تشرين الأول ونوفمبر تشرين الثاني 2024 ومايو أيار ويونيو حزيران 2024 استخدم فيهما الاحتلال الأساليب ذاتها من خلال منع إدخال الوقود للمستشفيات والأغذية إلى المنطقة وبحسب بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فإن التقديرات بشأن عدد السكان في مناطق شمال غزة تشير إلى أن الإجمالي المتبقي فيها يراوح بين 65 و75 ألف شخص في أفضل الأحوال وتعكس الأرقام عمليات التهجير التي جرت في الشمال من قبل القوات الإسرائيلية حيث كانت التقديرات في بداية العملية العسكرية في الشمال تشير إلى وجود 300 ألف نسمة حسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي ووكالة أونروا ورغم الطلب الإسرائيلي المتكرر للسكان بإخلاء منازلهم والتوجه نحو جنوبي القطاع إلا أن الاحتلال كان يطلق النار على المناطق التي حددها مسارا للتهجير فيما قرر السكان التوجه نحو المناطق الغربية لمدينة غزة ويركز الاحتلال الإسرائيلي على اتباع أسلوب التطهير العرقي ومسح مربعات سكنية بأكملها من أجل إرغام من بقي من السكان على النزوح إلى مدينة غزة على أقل تقدير وإخلاء منازلهم وأحياءهم المدمرة في الشمال خلال الفترة الحالية فرض الأمر الواقع يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة في غزة حسام الدجني إن الاحتلال يتبع أسلوب فرض الأمر الواقع في كل عملياته العسكرية في القطاع من أجل تحسين مسار التفاوض عند اقتراب نهاية الحرب ويضيف الدجني في حديث لـالعربي الجديد أن ما يقوم به الاحتلال حاليا هو مزيج من خطة الجنرالات وأفكار أخرى تساهم في تحقيق هدفي الإبادة والقتل والتهجير الطوعي والقسري للمدنيين وتوفير بيئة تساهم في إقامة مناطق عازلة ومستوطنات في وقت لاحق ويعتقد الدجني أن الانسحاب الإسرائيلي لن يتحقق إلا بتحقق ثلاثة عوامل الأول هو استمرار الصمود الأسطوري للسكان الفلسطينيين وقدرة المقاومة على الفعل المؤثر والثاني هو حراك شعبي ورسمي إقليمي ودولي يربك مصالح الغرب ويضغط على الجميع لتحمل المسؤولية ووقف الحرب ووفقا للدجني فإن العامل الثالث مرتبط بجبهة الاحتلال الإسرائيلي الداخلية ومدى القدرة على التأثير عليها سواء بالفعل العسكري أو الحرب النفسية أو الإشكالات الداخلية بين المكونات السياسية الإسرائيلية وبحسب إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة فإن إجمالي عدد الشهداء منذ بداية العملية العسكرية في الشمال بلغ ألفي شهيد بالإضافة إلى آلاف المصابين ومئات المفقودين الذين لم تتم معرفة وضعهم جراء توقف عمليات الدفاع المدني بسبب التهديدات الإسرائيلية في المقابل يعترف الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 30 جنديا وضابطا من مختلف وحداته القتالية التي تشارك في العدوان على مناطق جباليا وبيت لاهيا إضافة لعشرات الإصابات في صفوف القوات الإسرائيلية جراء الاشتباكات المتواصلة مع المقاومة الفلسطينية ناجي شراب شمال القطاع يكتسب أهمية خاصة تتمثل في التصاقه بالحدود مع الاحتلال ومستوطنات الغلاف من جانبه يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة ناجي شراب إن شمال القطاع يكتسب أهمية خاصة تتمثل في التصاقه بالحدود مع الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنات الغلاف ويوضح شراب في حديث لـالعربي الجديد أن عمليات الإخلاء القسري التي يقوم بها الاحتلال تستهدف جعل المنطقة معزولة عن بقية المناطق في غزة وإعادة صياغة الشكل الديمغرافي لها لاحقا مع إمكانية فتح باب الهجرة مستقبلا ويشير إلى أن إفراغ المناطق من السكان يستهدف بدرجة أساسية تحقيق أهداف أمنية بالإضافة إلى أهداف سياسية يمكن تحقيقها في المستقبل عند الوصول إلى مرحلة التفاوض لوقف إطلاق النار ويلفت إلى أن الاحتلال ليس بحاجة للإعلان عن تنفيذ خطة الجنرالات فما يقوم به على الأرض هو تنفيذ حقيقي وفعلي لها لا سيما بعد عمليات التهجير التي قام بها علاوة على عمليات النسف والتدمير الجارية للأحياء والمربعات السكنية ويعتقد شراب أن فترة الشهرين المقبلين هي الأخطر في الحرب نظرا للسلوك الإسرائيلي المتسارع في تحويل ما تبقى من غزة لمناطق غير صالحة للحياة وترقب ما سيحمله الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب من طرح سياسي لإنهاء الحرب ويرى أستاذ العلوم السياسية أن قدوم ترامب قد لا يعني بالضرورة إنهاء الحرب في غزة لا سيما أنه سبق أن قدم وعودا في ولايته الأولى على حساب الحقوق الفلسطينية وهو أمر قد يفتح الباب لتنفيذ المزيد من العمليات والإبادة في غزة