التنظيم الدولي الشيعي

مدخل تاريخي
قبل الحديث عن التنظيم الدولي الشيعي المعاصر يقتضي الأمر التوقف، بصورة سريعة عند الجذور الأولى لهذا التنظيم، حيث يُرجعها الباحث المصري سيد قمني في كتابه الحزب الهاشمي إلى تأسيس حلف المطيبين قبل الإسلام الذي تبناه بنو عبد مناف، وذلك بموازاة حلف الأحلاف الذي تبناه بنو عبدالدار، وكان هذان الحلفان على عداوة شديدة فيما بينهما على قرابتهما العائلية، تخففت هذه العداوة في بواكير صدر الإسلام، ثم عادت بقوة بعد ذلك، وقد فصلنا القول في هذا في كتابنا الهادوية بين النظرية السياسية والعقيدة الإلهية.
سنتجاوزُ هنا موقف أبي سفيان بعد موت النبي، ثم الكتلة الأموية التي تشكلت أثناء فترة الخليفة الثالث، وصراعات علي ومعاوية، والحِلف العلوي العباسي أثناء حكم الأمويين، بشعاره السياسي: الرضا من آل محمد، فليس هذا حديثنا أساسا.
يبدأ التنظيم السياسي الخطير منذ تشكل ــ لأول مرة ــ ما عُرف بنقابة الطالبيين التي ضمّت في بدايتها: الحَسنيين والحُسينيين والطالبيين، ثم اقتصرت بعد ذلك على الحَسنيين والحُسينيين فقط، وذلك منتصف القرن الثالث الهجري إبان حكم الخليفة المنتصر العباسي سنة 249هـ، وكان أول نقيب لهم هو الحسين ابن أبى الغنائم، من نسل علي بن أبي طالب، وفي عهد الخليفة الذي تلاه سنة 252هـ وهو المعتز بن المتوكل عمل على جمعهم من أغلب المدن العراقية إلى مدينة سامرا وأجرى لهم الرواتب، وشدد عليهم في الاتصال بأبناء عمومتهم في بلاد الجيل والديلم، المتحالفين مع الفرس، وبقوا كذلك حتى عهد الخليفة المعتمد بن المتوكل، وآنذاك وصل عددهم إلى أربعة آلاف نسمة.
وفي عهد الخليفة المعتضد تأسست النقابة الخاصة بالعلويين فقط، في العراق، وأول من وليَ رئاستها الشريف الرضي ثم أخوه شريف المرتضى. وحينها أصبحت أشبه بتنظيم سياسي شبه علني الوجود، سرّي التكتيك، كما توحي بذلك حائيّة الشريف الرضي، التي يعنونها البعض هكذا: العُلا والمعالي، والتي منها:
فَإِنَّنا في أَرضِ أَعدائِنــا
لا نَطَأُ العَذراءَ إِلّا سِفاح
ويتوارث هذه القصيدة الشباب الهاشميون السلاليون والشيعة بشكل عام إلى اليوم، وقد كانت مقررًا من مقررات المراكز الصّيفية
ارسال الخبر الى: