التناقض المريب عندما يعادي المعارض الجنوبي مشروعه الجنوبي هدفا لأعداء الجنوب

كتب/ د. أمين العلياني
في مشهدٍ يفضحُ العقليةَ الهَرِمةَ والخطابَ المُتناقض، يَبرُزُ أولئك الذين يُحاربون قضيتَهم العادلة ومشروعهم السياسي بقَدرِ ما يُحاربون مَن يَحمِلونَ رايتها! فها هو الإعلامي الجنوبي المعارض يَغوصُ في وحلِ النقدِ المناطقيّ، ويَغرِسُ سكاكينَ الفتنةِ بينَ أبناءِ الجنوبِ الواحد، وكأنّ العداءَ للمجلسِ الانتقاليّ أصبحَ غايةً تَطغى على غايةِ التحريرِ والعدالةِ ذاتها!
السؤالُ الأكثرُ إيلامًا: لماذا لا يُقدّمُ هؤلاء الإعلاميون المعارضون لمشروعهم الجنوبي مشروعًا سياسيًا بديلًا يُقنعُ به الشعبَ حتى يرون جديتهم وصدق نواياهم؟ لماذا يَكتفونَ بالوقوفِ في خندقِ الهدمِ وزرع الفتنة وشق الصف بالمناطقية المقززة، بينما يَتهرّبونَ من بناءِ أيّ كيانٍ يُحققُ ما يَزعُمونَ أنَّ الانتقاليّ عاجزٌ عن تحقيقه وتقديم نموذج اقتصادي ناجح؟! إنَّها مهزلةُ العقولِ والعبث بالمشاعر التي تَرفضُ أن تَحمِلَ عبءَ المسؤولية، بينما تَستميتُ في تحميلِ غيرِها وزرَ الفشل! هدفًا وتحقيق غاية من يمول ما يرمون إليه.
أليسَ مِنَ العارِ أن يُحوّلَ المُمولون هؤلاء الإعلاميين قضيةَ شعبٍ إلى مَزادٍ سياسيٍّ رخيص؟ أليسَ مِنَ المُقزِّزِ أن تَتحوّلَ المطالبةُ بالحقوقِ السياسية إلى أدواتِ تشتيتٍ تُضعِفُ الجنوبَ وتُقوّضُ جيشَه حامية مشروعه السباسي؟!
الحقيقةُ التي لا مَفرَّ منها: مَن يَختبئُ وراءَ خطابِ التقسيمِ والشتاتِ وزرع المناطقية، ويَرفضُ أن يَصنعَ حُلْمًا جماعيًا، ليسَ سوى خصمٍ مُتستّرٍ بثوبِ المُعارضة بثوب إعلامي رخيص، يَدفعُ بالجنوبِ إلى الهاويةِ ثمّ يَصيحُ: انظروا ماذا فعلَ الآخرون!
فإمّا أن تَبني.. أو تَصمُت!
منذ دقيقتينارسال الخبر الى: