في 15 أغسطس آب 2020 أقدم مسلحون تابعون لـالمجلس الانتقالي الجنوبي على اعتقال الصحافي اليمني يونس عبد السلام ليزج في زنزانة قبل الإفراج عنه في اليوم الثالث يقول عبد السلام لـالعربي الجديد لم يتم التحقيق معي بقيت في زنزانة لا أعرف مكانها حتى اليوم وتعرضت لضرب مبرح واعتداء بهراوات وأسلحة على رأسي وظهري وشد ذراعي إلى خلف ظهري وتقييد رجلي ويضيف خلال هذين اليومين حرمت من الماء والأكل وبقيت مرميا وسط الزنزانة حتى وصل إلي أحد الزملاء وخرجت بعقدة استمرت معي أكثر من عام بسبب ما عانيته في الزنزانة ضحية لـالانتقالي وجماعة الحوثي لم يكن عبد السلام ضحية لـالانتقالي فقط بل تعرض للاعتقال من قبل الحوثيين حين كان في صنعاء لتحضير تحقيق صحافي عن السجون والاختطافات لتقوم جماعة الحوثي باختطافه وسجنه يوم 8 أغسطس 2021 عند نقطة عسكرية قرب مطار صنعاء ولم يتم الإفراج عنه إلا في 7 ديسمبر كانون الأول 2022 منظمة سام للحقوق والحريات التعذيب أصبح ممارسة يومية في أغلب السجون غير القانونية التي تتبع أطراف الصراع وعن ذلك يقول عبد السلام اعتقلوني من نقطة عسكرية قرب مطار صنعاء وبقيت في زنزانة داخل المطار لأربعة أيام كان إلى جواري اثنان يعتدون علي بالضرب كل الوقت بالعصي والأحذية بعدها أخرجوني للتحقيق والتعذيب أشهروا في وجهي الأسلحة هددوني بالتصفية الجسدية وبالصراخ والتهم واتصالات سب وشتم من هاتفي لعائلتي وأصدقائي ويضيف تعرضت للطم وشد ذراعي وقدمي بحبل مع بعض إلى أسفل كرسي بقيت على مثل هذه الحال ليلة كاملة وفي الصباح نقلوني إلى الأمن السياسي في منطقة حدة ويتابع في الأمن السياسي تم إخفائي في زنزانة انفرادية ضيقة أشبه بحمام صغير متران في ثلاثة أمتار بالكاد تتسع لقامتي بقيت بضعة أيام بلا حمام ولا ماء يرمون لي الأكل من نافذة وبعد قرابة أسبوع أخرجوني للتحقيق وكانوا يحققون معي بعدها بشكل شبه يومي أغلب التحقيقات تمت معي داخل زنزانة اسمها الضغاطة ويتحدث عن تعرضه للتعذيب بين صعق كهربائي وقلع أظافر وإجباري على الوقوف لسبع أو ثماني ساعات متواصلة والضرب بالهراوات وكابلات كهرباء وكنت أضرب حتى أفقد وعيي مضيفا هذا التعذيب الجسدي استمر ستة أشهر مع ارتدادات وتعذيب نفسي رافقني لسنة ونصف السنة طوال فترة بقائي في السجن انتشار حالات التعذيب بعد اندلاع الحرب تجربة عبد السلام واحدة من حالات التعذيب التي انتشرت بشكل كثيف بعد اندلاع الحرب في اليمن في 2015 مع تورط مختلف أطراف الصراع فيها لتبقى آثارها على من خرج من السجون والمعتقلات بعد تعرضه لمختلف أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وتحدثت منظمة سام للحقوق والحريات في بيان في 26 يونيو حزيران الماضي عن تعرض آلاف المعتقلين والمخفيين قسرا في اليمن في سجون مختلف أطراف الصراع للتعذيب مشيرة إلى أن التعذيب أصبح ممارسة يومية في أغلب السجون غير القانونية التي تتبع أطراف الصراع تعذيب لدى الأجهزة الأمنية التابعة للشرعية عبدالغني الشيباني الذي يعاني من مرض نفسي هو الآخر تعرض للاعتقال والتعذيب من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا في محافظة تعز حيث قام طقم عسكري في أغسطس 2021 باعتقاله من شارع محمد علي عثمان في مدينة تعز وقاموا بتعصيب عيونه ليتم سجنه في مدرسة باكثير التي تستخدمها الأجهزة العسكرية والأمنية كثكنة عسكرية قبل أن يتم نقله إلى سجن تابع للاستخبارات العسكرية بقي مصير الشيباني مجهولا لأكثر من عام وظلت أسرته تبحث عنه في المستشفيات وأقسام الشرطة قبل أن يتم اكتشاف مصيره بالصدفة حين تم اعتقال أخيه عبد الناصر من مدينة التربة جنوب تعز وتم إيداعه سجن الاستخبارات لتقوم الأسرة بزيارة عبد الناصر في السجن وتجد عبد الغني في السجن نفسه نجيب الحاج القانون اليمني اعتبر التعذيب جريمة جسيمة لا تسقط بالتقادم وتم اعتقال الشيباني بسبب مروره من أمام منزل قائد محور تعز اللواء خالد فاضل ومن أمام منزل مستشار المحور العميد عبده فرحان سالم وزاد من شكوك الأجهزة الأمنية به أنه صلى الجمعة أمام منزل قائد المحور في السجن تعرض الشيباني لأنواع مختلفة من التعذيب واتهمته إدارة السجن بأنه مشبوه ويتعامل مع الحوثيين حتى إن التقارير الطبية التي تفيد بأنه مريض نفسي منذ سنوات لم تشفع له للإفراج عنه فتح الشيباني شقيق عبد الغني يقول لـالعربي الجديد إنه عندما خرج شقيقه من المعتقل كان لا يعي ما يقول وبعد أن خضع للعلاج في مستشفى الأمراض النفسية سألته في إحدى المرات ما الذي حصل لك فقال تعرضت لتعذيب غير عادي فلا تعرف من يعذبك ويضربك ويصعقك بالكهرباء إضافة إلى الرش بماء بارد وحبس البول وضرب بالعصي وإهانات بغرض استخراج اعترافات التعذيب الجرم الأخطر للحرب وتعليقا على ذلك يقول الناشط الحقوقي ضمن فريق المرصد اليمني لحقوق الإنسان المحامي نجيب الحاج لـالعربي الجديد إن التعذيب ربما هو الجرم الأبشع والأمر الأخطر الذي أنتجته هذه الحرب ويلفت إلى أن كل الجماعات مارست التعذيب من حزب الإصلاح إلى الحوثي والانتقالي لتعود هذه الظاهرة بشكل فظيع معتبرا أن ما شاهدناه من ضحايا ومن تفنن وابتكار أساليب جديدة للتعذيب هي ردة حقوقية للمجتمع ونحن نعول على الناس على الضحايا لرفع دعاوى ومقاضاة كل من ارتكب هذا الجرم وبالنسبة للقانون يشرح الحاج أن الدستور في مادته 48 يحدد عقاب من يخالف أحكام أي فقرة من فقرات هذه المادة كما يحدد التعويض المناسب عن الأضرار التي قد تلحق بالشخص من جراء المطالبة ويعتبر التعذيب الجسدي أو النفسي عند القبض أو الاحتجاز أو السجن جريمة لا تسقط بالتقادم ويعاقب عليها كل من يمارسها أو يأمر بها أو يشارك فيها ويضيف أن قانون العقوبات نص أيضا على أن يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن عشر سنوات كل موظف عام عذب أثناء تأديته وظيفته أو استعمل القوة أو التهديد النفسي بواسطة غيره مع متهم أو شاهد لحمله على الاعتراف بجريمة أو على الإدلاء بأقوال أو معلومات بشأنها ويلفت إلى أن القانون اليمني اعتبرها جريمة جسيمة لا تسقط بالتقادم ومن حق الضحية أن يلجأ إلى القضاء للمطالبة بالقصاص أو الدية أو التعويض اللازم فالنص القانوني موجود لدينا والمطلوب توعية الناس بهذا الحق أي اللجوء للقضاء حالات يرثى لها نتيجة التعذيب ويشير الحاج إلى وجود حالات في وضع يرثى لها نتيجة التعذيب فهناك ناس مشلولون وناس فقدوا أجزاء من جسدهم وبالتالي فما حدث هو تشوه فظيع لدى القائمين على السجون ولدى الأطراف المتصارعة وهي بالنسبة لنا ردة حقوقية وانزلاق خطير في هذا المنحنى مضيفا أن على الناس والحقوقيين والقانونيين توعية المواطنين والتصدي لهذه الظاهرة البشعة التي كانت قد تلاشت في أوساط المجتمع اليمني أما علي سرحان مدير عام مكتب حقوق الإنسان في تعز مكتب حكومي تابع لوزارة حقوق الإنسان اليمنية فيقول لـالعربي الجديد لم نتلق أي شكوى حول التعذيب بالنسبة للسجون العسكرية على الرغم من زيارتنا الدورية لها والاطلاع على أحوال النزلاء فيها أما السجون الأمنية فتصل إلينا بعض الشكاوى منها ما يتعلق بحرمان السجناء من استخدام الهاتف ومنها ما يتعلق بالسجن الانفرادي ويضيف عند التحقق من قبلنا نجد أن الكثير من هذه الشكاوى غير صحيحة وبعضها الآخر تكون نتيجة قيام بعض السجناء بتصرفات صدامية بينهم أو مع بعض عناصر شرطة السجن ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ويؤكد أن النيابة العامة غالبا ما تقوم بالتفتيش على السجون وحاليا نحن نتحقق من شكوى وصلتنا من أحد السجناء بأنه تم الاعتداء عليه وسجنه انفراديا