شهر التسوق الذكي خوارزميات تحسم النتائج قبل الشراء
تتجه الأنظار في كل عام، ومع انطلاق ما يُعرف بـشهر التسوّق العالمي إلى العروض الكبرى والاقتطاعات المغرية التي تغزو الأسواق والمنصّات الإلكترونية. غير أنّ ما لا يدركه معظم المستهلكين هو أنّ نتائج هذا السباق التجاري الحاد تُحسم قبل وقت طويل من فتح أبواب المتاجر أو إطلاق الحملات الرقمية. فالتنافس الحقيقي لا يبدأ عند لحظة الدفع، بل في عمق الأنظمة التشغيلية واللوجستية التي تبنيها الشركات قبل شهور وأحيانًا سنوات استعدادًا لموسم التسوّق. اليوم، أصبح الذكاء الاصطناعي والبيانات في الوقت الحقيقي والتحليلات التنبؤية هي الأسلحة الحاسمة في ساحة التجارة العالمية، حيث يندمج العالم الرقمي مع الواقعي في منظومة معقّدة تُدار بذكاء وسرعة ودقّة غير مسبوقة.
البنية التحتية الذكية: ساحة المعركة الجديدة
بحسب ما نقل موقع واي نت غلوبال، يقول ساغيف غرينسبان، الرئيس التنفيذي لشركة Priority إن النجاح الحقيقي يُبنى قبل أن يصل العميل إلى المتجر، عندما تستثمر المؤسسات في بنى تحتية تمكّن من إدارة المخزون بذكاء، وتحسين سلسلة التوريد، وتقديم تجربة تسوّق دقيقة، تكون النتائج قد حُسمت، خاصة في خضم شهر التسوق. ويشير غرينسبان إلى أن الموجة التالية من الابتكار لن تأتي من الواجهة الأمامية، بل من البنى التحتية التنظيمية.
ولكن، لم تعد المنافسة تُقاس بجمال واجهة المتجر أو جودة خدمة الزبائن فقط، بل بكفاءة الأنظمة الداخلية وقدرتها على التنبؤ بالطلب، وتوزيع المخزون بدقة، وتعديل الأسعار بشكل لحظي بحسب السلوك الشرائي. بالإضافة إلى أن اللوجستيات المتقدّمة أصبحت اليوم أحد أعمدة النجاح؛ فمن الشركات التي تعتمد على الروبوتات في مستودعاتها، إلى أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقليل زمن التسليم وكلفة النقل، تتجه مؤسسات التجزئة نحو تحويل إدارة العمليات إلى علمٍ دقيق تحكمه الخوارزميات.
الذكاء الاصطناعي: من الواجهة إلى العمق
وفقًا لتقرير CB Insights 2024، بلغت الاستثمارات العالمية في الذكاء الاصطناعي 100.4 مليار دولار عبر 4,505 صفقات، أي ضعف ما كانت عليه في العام السابق. فشركات مثل أمازون وعلي بابا وTarget تستثمر مليارات الدولارات في تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على إدارة سلسلة التوريد
ارسال الخبر الى: