مراسل إذاعة دولية التدخل السعودي في اليمن ليس بالأمر الجديد وهذا ما يستحقه الشعب اليمني

قال مراسل إذاعة مونت كارلو الدولية: تحت ضغوط لا تُطاق ومصالح خارجية باتت تتحكم في مصيرها، استسلمت الحكومة اليمنية لضغوط السعودية وألغت جملة من القرارات الاقتصادية التي كانت ستسهم في تحسين الوضع المعيشي لملايين اليمنيين.
واضاف نشوان العثماني: هذا الاستسلام يشكل ضربة قاصمة لسيادة اليمن واستقلالية قراراته الاقتصادية، ويفتح الباب واسعًا أمام تساؤلات مشروعة حول مدى قدرة الحكومة على تحقيق مصلحة شعبها بعيدًا عن إملاءات القوى الإقليمية.
وتابع: تأتي هذه القرارات الملغاة في وقت يعيش فيه اليمن أزمة اقتصادية خانقة، حيث يترنح الريال لمستويات غير مسبوقة في تاريخه على الإطلاق، وتفقد المرتبات قيمتها كما باتت تتأخر وقد تتوقف يومًا ما، فيما تتفشى إلى ذلك البطالة وتغيب الفرص الاقتصادية، وتتفاقم المعاناة الإنسانية يومًا بعد يوم.
وأوضح: كانت القرارات الاقتصادية المزمعة تهدف إلى إدارة وتحسين الاقتصاد الوطني وتعزيز الإيرادات الحكومية، لكن الضغط السعودي حال دون ذلك، في واحدة من الاستسلامات المريرة لتهديدات أنصار الشيطان.
ولفت إن التدخل السعودي في الشؤون اليمنية ليس بالأمر الجديد، فقد بات جليًا أن المملكة تعتبر اليمن ساحة لتحقيق مصالحها الجيوسياسية، بغض النظر عن النتائج الكارثية التي تعانيها البلاد. بدلًا من أن تقف الحكومة اليمنية في وجه هذه التدخلات غير المشروعة، اختارت الرضوخ، مما يعكس ضعفًا واضحًا في إرادتها السياسية وافتقارها للشجاعة اللازمة لحماية سيادة اليمن وحقوق شعبه.
وأشار إلى أن هذا التراجع الحكومي لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل يطال كافة مناحي الحياة؛ إذ يعزز حالة التبعية المطلقة التي ترزح تحتها البلاد على كافة الأصعدة، ويعمق من أزمة الثقة بين الشعب وحكومته، التي باتت تُظهر خنوعًا لا مثيل له للقوى الخارجية على حساب المصلحة الوطنية.
واردف : في الوقت الذي كان من الممكن أن تكون القرارات الاقتصادية وسيلة لفرض سيطرة الدولة على السياسة المصرفية والنقدية، وتعزيز الاستقرار الداخلي وتحسين حياة المواطنين، تحولت إلى ضحية سهلة للتدخلات الخارجية. هذا الوضع يضع الحكومة، خاصة مجلس القيادة الرئاسي، أمام مسؤولية تاريخية، فإما أن تتخذ موقفًا حازمًا