التحولات الاستراتيجية في غزة الاحتلال الإسرائيلي بين الفشل الميداني واتساع جبهات المقاومة
تدخل الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الثالث والعشرين وسط تحولات عميقة في الأهداف المعلنة للعدوان، فبعد أن رفعت حكومة نتنياهو شعارات “اجتثاث المقاومة” و”السيطرة الكاملة على القطاع”، بدأت الدعاية الإسرائيلية بالتراجع عن خطابها الأولي، لتتحدث القنوات العبرية المقرّبة من نتنياهو عن “تسلط عملياتي” بدلاً من احتلال كامل، هذا التحول لا يعكس مرونة استراتيجية كما يدّعي الاحتلال، بل هو اعتراف عملي بالفشل أمام صمود المقاومة الفلسطينية التي ألحقت خسائر فادحة بالجيش الإسرائيلي في الميدان، وأجبرت قادة الكيان على مراجعة حساباتهم.
الخسائر العسكرية الإسرائيلية في غزة
الهجوم الأخير الذي استهدف دبابة إسرائيلية شمال جباليا وأدى إلى مقتل أربعة جنود بينهم ضابط ليس سوى مثال جديد على قدرة المقاومة على استنزاف القوات المهاجمة، هذه ليست الحادثة الأولى، فقد شهدت الشهور الماضية سلسلة من الكمائن والتفجيرات التي أدت إلى تدمير عربات مدرعة ودبابات “ميركافا” التي لطالما روج الاحتلال لتفوقها التكنولوجي.
الفارق الكبير بين الادعاءات العسكرية الإسرائيلية والواقع على الأرض أصبح واضحًا، حيث إن الجيش الذي يتفاخر بأنه الأقوى في المنطقة لم يستطع حتى الآن فرض سيطرته الكاملة على أي منطقة داخل القطاع، بل يجد نفسه غارقًا في حرب استنزاف طويلة الأمد.
المقاومة الفلسطينية تفرض معادلة جديدة
ما يميز هذه الجولة من الصراع هو أن المقاومة لم تكتفِ بالدفاع بل بادرت بعمليات نوعية أربكت الاحتلال، الكمائن المحكمة، استخدام العبوات المتطورة، وانتشار القناصة في أزقة غزة جعلت الجيش الإسرائيلي يتحرك بحذر شديد، بالإضافة إلى ذلك، لم تفقد المقاومة قدرتها على إطلاق الصواريخ تجاه المستوطنات المحيطة بغزة، وهو ما أبقى ملايين المستوطنين في حالة رعب دائم، وأجبر الحكومة على الاستمرار في فتح الملاجئ، هذا الثبات الميداني يثبت أن الرهان الإسرائيلي على “كسر إرادة المقاومة” لم يتحقق، بل إن المعنويات الشعبية في غزة ما زالت صلبة على الرغم من حجم الدمار الهائل.
دخول اليمن على خط المواجهة
لم يعد الصراع مقتصرًا على غزة وحدها، فالجبهة اليمنية بقيادة أنصار الله (الحوثيين) دخلت بقوة إلى قلب المعادلة، إعلان الحوثيين عن
ارسال الخبر الى: