التحول الرقمي في مصر يصطدم بالمعاملات الورقية
يواجه ملف التحول الرقمي في مصر جدلاً واسعاً، متأرجحاً بين طموحات رئاسية وإنجازات حكومية مُعلَنة من جهة، وواقع بيروقراطي وصراعات مؤسسية من جهة أخرى. وفي خطاب حديث له بأكاديمية الشرطة، جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
الصورة alt="السيسي خلال مؤتمر صحفي في القاهرة، 14 فبراير 2024 (الأناضول)"/>عبد الفتاح السيسي الرئيس المصري
ولد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 1954، تولى منصب القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، خلفاً للمشير محمد حسين طنطاوي. في أغسطس/آب 2012، وبعد إطاحة الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو/ تموز 2013، تولى السيسي رئاسة الجمهورية بعد انتخابات 2014، وانتخابات 2018، وانتخابات 2023. التعبير عن قناعاته، التي كررها في مناسبات سابقة، بأنه تسلم البلاد وهي في حالة مهلهلة، أو بتعبيراته السابقة شبه دولة. وفي الخطاب ذاته، تحدث السيسي عن الآفاق الرحبة التي تنتظر من يمتلكون أدوات المعرفة التقنية، مشيراً إلى أن الرائد الرقمي، الذي قد تتكلف الدولة نحو مليون جنيه لتأهيله للمستوى اللائق، بإمكانه جني أكثر من ثلاثين ألف دولار شهرياً. وبالطبع، يُنسَب هذا الإنجاز المتوقع إلى البنية التقنية التي تم تأسيسها مؤخراً، حيث أشار الرئيس في خطاب سابق قبل أسبوع إلى أنه لو كانت مصر قد بدأت في هذا المسار التقني مبكراً قبل ثلاثين عاماً، لكان لها شأن آخر اليوم.
جدل نقطة البداية
أثار هذا الطرح، الذي بدا وكأنه يتجاهل جهوداً سابقة وضعت مصر في مراتب متقدمة عالمياً في مسار تكنولوجيا المعلومات، حفيظة المعنيين بالقطاع، وخاصة ممن ساهموا في الجهود التي جرت تحت مظلة الحكومات السابقة قبل ثورة 25 يناير 2011. دفع هذا الأمر مراقبين لتفنيد الادعاء بأن مسار تقنية المعلومات بدأ قبل عشر سنوات فقط، مستندين إلى أرقام تشير إلى حدوث تراجع حاد في هذا المسار خلال العقد الأخير، مما دفع بمصر إلى مراتب متأخرة، خصوصاً في مجال التعهيد (Outsourcing)، أي إسناد الشركات العالمية مهامها كلياً أو جزئياً لشركات محلية في مصر، وهو ما يظهر بوضوح
ارسال الخبر الى: