التحريض ضد أبو رأس وسلطان السامعي تفاصيل التوتر المتصاعد بين الحوثيين وحزب المؤتمر في صنعاء

تشهد العاصمة اليمنية صنعاء تصاعداً ملحوظاً في حالة التوتر السياسي بين جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام، ما يثير توقعات بتصاعد الخلافات إلى صراعات داخلية قد تعيد رسم موازين القوى فيها.

وفي الفترة الأخيرة، توسعت الخلافات بين الطرفين بشكل لافت، وسط تبادل الاتهامات بالفساد والتآمر، إلى جانب تحركات أمنية لافتة أظهرت تراجع التحالف الذي جمعهما لسنوات طويلة.

ووفق مصادر سياسية وإعلامية، فإن الحوثيين يضاعفون جهود التحريض ضد أبرز قيادات حزب المؤتمر في صنعاء، وعلى رأسهم رئيس الحزب الشيخ صادق أمين أبو رأس وعضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي، مع تحذيرات من أن نجاح هذه التحركات قد يؤدي إلى عودة الجماعة إلى سياسة الانغلاق والتحالف فقط مع من يتبنى فكر “الولاية”.

وتفاقمت الأزمة عقب مقابلة تلفزيونية أجراها الشيخ سلطان السامعي، أبدى فيها تقديره لدور السعودية في دعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، متجاهلاً انتقادات عبد الملك الحوثي للمملكة، ما أثار ردود فعل حادة من قيادات حوثية.

ووجه السامعي اتهامات حادة لقيادات الحوثي بتهريب أموال ضخمة تزيد على 150 مليار دولار، والانتقال من حالة الفقر إلى غنى فاحش على حساب معاناة ملايين اليمنيين، كما وصف المجلس السياسي الأعلى بأنه “شكلي” وانتقد السياسات المالية التي أثرت سلباً على الاقتصاد الوطني.

بالإضافة إلى ذلك، نشر السامعي منشورات على منصات التواصل الاجتماعي حذر فيها من ممارسات مذهبية في الأذان بمدينة تعز، محذراً من احتمال إشعال فتنة طائفية، ودعا إلى حوار وطني شامل لتقاسم السلطة والثروة بشكل عادل.

وفي رد فعل متصاعد، شنت جماعة الحوثي حملة إعلامية وأمنية موسعة اتهمت فيها قيادات حزب المؤتمر بتنفيذ “مخطط خارجي” تحت غطاء حزبي، ووصفتهم بأدوات تخدم مصالح “الصهاينة”.

وفي مطلع أغسطس الجاري، شهد معهد الميثاق في صنعاء اقتحاماً من قبل قوة حوثية خلال اجتماع الأمانة العامة لحزب المؤتمر برئاسة أبو رأس، حيث أجبرت الحضور على المغادرة، كما فرضت طوقاً أمنياً على منازل قيادات الحزب وصادرت أموالاً مخصصة لإحياء الذكرى الـ43 لتأسيس الحزب، وحولتها لصالح “القوة الصاروخية”.

وأيضاً، فرضت الجماعة قيوداً صارمة