التحدث بألسنة أخرى واللغة الأمومية بعين كوتزي

104 مشاهدة

بالتزامن مع زيارة الكاتب الجنوب أفريقي ج. م. كوتزي إلى بلجيكا في الثالث عشر من الشهر المقبل، يصدر له عملان جديدان في اللغة الهولندية؛ الأول ترجمة أحدث وأكبر لكتابه عالم وإسهامات إليزابيث كوستيلو، بعدما أضاف إليه الكاتب نصوصاً أحدث، أما الكتاب الثاني فهو ترجمة لأحدث كتبه: التحدث بألسنة، حول اللغات والترجمة، والذي يقدم فيه كوتزي محاورته الطويلة والثرية مع مترجمته الأرجنتينية ماريانا ديموبولوس، التي نقلت عدداً من أعماله إلى اللغة الإسبانية.

في الزيارة نفسها، يتسلم الكاتب الحائز على نوبل، درجة الدكتوراه الفخرية التي مُنحت له مؤخراً من جامعة بروكسل الحرة الناطقة بالهولندية. وجاء في بيان الجامعة أن هذه الدكتوراه تكريم لكاتب اعتاد تسليط الضوء على الأصوات والآداب المهمشة بوعي ثاقب، وإعلاء لقيمة التنوع اللغوي والترجمي الذي ساهم في تأسيسه.

ينطلق الحوار في كتاب التحدث بألسنة، حول اللغات والترجمة، الذي لم يزد عدد صفحاته عن 192 في نسخته الهولندية، من سؤال مركزي يلاحق المترجمين والكتّاب عبر العصور: كيف يمكن تحرير المعنى المحبوس في نص مكتوب بلغة ما، ونقله إلى لغة أخرى دون أن يفقد جوهره؟

لا يقدم كوتزي ومترجمته إجابة صريحة على هذا السؤال، لكنهما يغوصان في التعقيدات التي تجعل من هذه المهمة ضرباً من المستحيل أحياناً، فالكلمات، حتى أبسطها مثل خبز أو أرنب أو قمر، تتحول تحت مجهر التأمل اللغوي إلى ألغاز وجودية يصعب نقل روحها من لغة إلى أخرى، وذلك لأن الكلمات ليست مجرد أوان للمعانى فحسب، بل إنها في حد ذاتها عوالم كاملة تحمل في ثناياها تاريخاً ثقافياً واجتماعياً لا يمكن فصله عن دلالاتها.

يضع كوتزي ومترجمته إرث الفيلسوف الألماني فالتر بنيامين، وخاصة مقاله الشهير مهمة المترجم (1923)، على طاولة بحثهما، وهو المقال الذي رسم فيه بنيامين، من علياء فلسفته، صورة مثالية للترجمة كمسار صوفي نحو اللغة النقية، تلك اللغة المثالية التي تجمع شتات اللغات كلها وتكشف عن الحقيقة، لكن كوتزي وديموبولوس ينزلان بهذه الفكرة من برجها العاجي إلى أرض الواقع، حيث الصراع الثقافي والسياسي والهوياتي، ليكتشفا أنهما

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح