التحالف الأمريكي الإسرائيلي شراكة مثقلة بالقلق الاستراتيجي
نشر موقع الخنادق تقريرًا تحليليًا بعنوان «التحالف الأمريكي–الإسرائيلي.. شراكة مثقلة بالقلق الاستراتيجي»، يستعرض فيه أبعاد العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، ومدى تأثيرها على الديناميات الإقليمية، خصوصًا في الشرق الأوسط، في ظل ملفات حساسة تشمل إيران، وفلسطين، وسوريا، وملفات الطاقة.
وأوضح التقرير أن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل ليس مجرد شراكة تقليدية، بل يعتمد على توازن معقد بين المصالح الأمنية والسياسية والاقتصادية، مع إدراك كل طرف أن أي هزّة في الاستقرار الإقليمي قد تؤثر بشكل مباشر على نفوذه ومكانته الاستراتيجية. وأشار التقرير إلى أن القلق الاستراتيجي الأمريكي ينبع من قدرة إسرائيل على اتخاذ قرارات أحادية تؤثر على التوازنات الإقليمية، ما يضع واشنطن أمام ضرورة مراقبة وتنسيق مستمر لضمان توافق المصالح.
وأشار التقرير إلى أن هذا القلق يتجلى بشكل واضح في التعامل مع الصراعات الإقليمية، مثل الوضع في سوريا ولبنان وفلسطين، حيث تحرص الولايات المتحدة على الحدّ من أي تصعيد قد يؤدي إلى نتائج عكسية على الأمن القومي الأمريكي، بينما تميل إسرائيل إلى سياسات هجومية واستباقية لضمان حماية مصالحها، ما يولد توترًا مستمرًا داخل الشراكة.
وتطرّق التقرير إلى ملفات الطاقة والغاز، معتبرًا أن التنافس على موارد الطاقة في المنطقة يعمّق الحاجة إلى التنسيق بين الطرفين، ويحوّل أي تحرك غير محسوب إلى مصدر قلق استراتيجي، خاصة مع تصاعد المنافسة الإقليمية والدولية على الأسواق والنفوذ الاقتصادي.
ولفت التقرير إلى أن هذه الشراكة، رغم قوتها، تواجه تحديات هيكلية، تتمثل في تضارب الأولويات السياسية، واختلاف القراءات حول الملفات الساخنة، واستغلال بعض الأطراف لسياسات الضغوط والإملاءات، وهو ما يجعل التحالف مثقلاً بالقلق الدائم، سواء على صعيد اتخاذ القرارات أو على صعيد الإدارة اليومية للصراعات في المنطقة.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن التحالف الأمريكي–الإسرائيلي، رغم قوته الظاهرة، يظل هشًا أمام مفاجآت الأحداث الإقليمية، وأن أي خطأ في الحسابات أو سوء تقدير قد يؤدي إلى تداعيات استراتيجية كبيرة، تؤثر ليس فقط على مصالح الطرفين، بل على استقرار المنطقة بأكملها، بما في ذلك الدول المجاورة للشريط الفلسطيني وسوريا ولبنان.
ارسال الخبر الى: