البوابات الإلكترونية حواجز إسرائيلية تحول أرياف الضفة إلى سجون

٤١ مشاهدة
باتت الحارة الشمالية في بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية منفصلة تماما عن محيطها بعدما أحاطت بها الحواجز العسكرية من جهة نابلس والبوابات العسكرية الإلكترونية من جهة بلدة حوارة ويقول الصحافي الفلسطيني رومل سويطي الذي يقيم في المنطقة إن نحو عشرين عائلة تقيم في منازل على طريق شارع حوارة الرئيسي باتوا في سجن حقيقي بعد أن أقدم الاحتلال أخيرا على نصب 4 بوابات إلكترونية على مسافة لا تزيد على 500 متر فقط وبالتالي لا يمكن لنا الذهاب إلى نابلس أو إلى بلدة حوارة إلا بالمرور عبرها وإن كانت مغلقة فهذا يعني أننا بتنا أسرى داخلها ويحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي إحكام السيطرة على الضفة الغربية ومع أن الاحتلال بدأ بتنفيذ سياسة البوابات الإلكترونية في ريف محافظة نابلس إلا أن هناك تحذيرات من أن تكون هذه بداية سياسة لتحويل الضفة الغربية وقراها إلى مناطق معزولة إذ يأتي ذلك بالتزامن مع يوم الأرض الذي تحل ذكراه اليوم السبت ويشير سويطي إلى أن جنود الاحتلال يتحكمون بفتح البوابات وإغلاقها عن بعد ويرقبون تحركات المركبات من خلال كاميرات المراقبة المزروعة في كل مكان غير أن المعاناة في عهد هذه البوابات ستتعاظم ويعزو سويطي ذلك بالقول لم يعد بإمكاننا الذهاب مثلا سيرا على الأقدام إلى حوارة لقضاء حوائجنا كشحن عداد الكهرباء أو دفع الالتزامات للمجلس البلدي فالإنسان الذي يقطع حاجزا أو بوابة مشيا على الأقدام يكون معرضا لإطلاق النار فورا من جنود الاحتلال بادعاء أنه يريد تنفيذ عملية طعن أو ما شابه حصار قرى الضفة الغربية وعلى بعد 300 متر فقط شمال بيت سويطي تقع قرية بورين التي تتعرض منذ سنوات طويلة لهجمات دموية من المستوطنين وعلى مدخلها وضع الاحتلال بوابة عسكرية فصلتها عن شارع حوارة الرئيسي بحجة تعرض مركبات المستوطنين لإلقاء الحجارة ويقول الناشط نمر البوريني لـالعربي الجديد إن الاحتلال يبرر خططه بتحويل الضفة الغربية إلى كانتونات معزولة بتوفير الأمن للمستوطنين وإن كان الأمر كذلك لكنه يؤكد ما كنا نحذر منه دوما من أن حكومات الاحتلال المتعاقبة تريد تقطيع أواصر الضفة لتسهيل الانقضاض عليها منفردة واحدة تلو الأخرى ويضيف البوريني من باب بيتي لوسط مدينة نابلس كانت الطريق تستغرق أقل من 15 دقيقة هذا إذا كانت الطرق مزدحمة أما اليوم فالأمر يحتاج إلى ساعتين على الأقل موضحا أنه مع نصب هذه البوابة وإغلاق حاجز حوارة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي بات السكان مجبرين من أجل الوصول إلى نابلس التي تقع شمال القرية على المرور عبر طرق فرعية وترابية إلى عدة قرى ومنها إلى بلدة بيتا جنوبا ثم قرية عورتا ثم نقف في طابور لا ينتهي على الحاجز قبل السماح لنا بالمرور وفي طريق العودة نسلك الطريق ذاته لنصل إلى بيوتنا ووفق الناشط البوريني فمنذ بداية الشهر الجاري نصب الاحتلال نحو 20 حاجزا وبوابة عسكرية على مداخل معظم بلدات وقرى جنوب نابلس طرق غير آمنة وأوضح الناشط أن الطرق الداخلية بين القرى لم تعد آمنة كثيرا ما كنا نصادف مستوطنين هناك ويلاحقوننا ويرشقون سياراتنا بالحجارة وأخيرا بات حراس المستوطنات وهم مسلحون ينصبون حواجز مفاجئة ويدققون في هويات الركاب ويعتدون عليهم تماما كما يفعل جيش الاحتلال ويعيش نحو 30 ألف مستوطن في 14 مستوطنة إلى جانب 52 بؤرة استيطانية مقامة على أراضي نابلس وفق محافظ نابلس غسان دغلس الذي كان يشغل منصب مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية المحتلة ويقول دغلس لـالعربي الجديد إن نابلس محاصرة من كل الجهات المنطقة الوحيدة تقريبا في الضفة التي تعاني من حواجز عسكرية على مداخلها كافة ومن حصار خانق لا هوادة فيه عرقل حركة المواطنين وضرب اقتصادها في مقتل وقطع أواصر العائلات التي باتت تتردد في زيارة أقاربها هنا ويشير دغلس إلى أنه في حال إغلاق الاحتلال قرية ما لعدة أيام فهذا يعني صعوبة إدخال أي شكل من أشكال المساعدات إليها كحليب الأطفال أو الأدوية أو حتى نقل المرضى وهذا السيناريو مطروح بقوة في الفترة القادمة نزوح اضطراري وأجبرت هذه المعاناة في التنقل عددا من العائلات في الأرياف على الانتقال للسكن في المدينة حيث يقول رئيس مجلس قروي دوما سليمان دوابشة لـالعربي الجديد إن بعض الأسر التي يعمل الأب في المدينة وأبناؤه يدرسون في جامعاتها لم تجد حلا إلا بترك القرية والاستقرار هناك لتجنب معاناة الحواجز والبوابات العسكرية ويضيف دوابشة لا أملك أرقاما لكن الهجرة الداخلية من القرى إلى المدن تعاظمت أخيرا الخوف أن تفرغ قرانا من السكان خلال السنوات القليلة القادمة وهي خط الدفاع الأول في مواجهة الاستيطان وبالتالي تصبح لقمة سائغة للاحتلال والمستوطنين تحويل الضفة الغربية إلى سجن كبير ويؤكد مسؤول ملف العمل الجماهيري في حزب الشعب الفلسطيني خالد منصور في حديثه مع العربي الجديد أن الضفة الغربية برمتها باتت سجنا كبيرا بل أكبر سجن في العالم حيث تحتجز إسرائيل فيها أكثر من 3 ملايين إنسان لم يكتف الاحتلال بإقامته لنحو 600 حاجز عسكري دائم ومتنقل بل زرع خلال الأشهر القليلة الماضية نحو 132 بوابة عسكرية وبات الفلسطيني الذي يهرب من الحاجز يصطدم ببوابة ما يعني مزيدا من الإذلال بحقه ويرى منصور أن وضع كل هذه المعوقات هو تنفيذ لمخططات وزراء اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال بإقامة مناطق عازلة بمحيط المستوطنات ومنع الوجود الفلسطيني عبر البناء وغيره فيها إلى جانب السيطرة على الطرق الرئيسية التي كان يسلكها الفلسطينيون وتحويلها للمستوطنين

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح