البنك الدولي اليمن على حافة مجاعة جديدة وسط انهيار اقتصادي متسارع وتراجع الدعم الدولي

حذّر البنك الدولي في تقريره الأخير من تفاقم أزمة الأمن الغذائي في اليمن، مشيرًا إلى أن البلاد تواجه واحدة من أسوأ المراحل الاقتصادية والإنسانية في تاريخها الحديث، نتيجة استمرار الحرب والحصار وتراجع المساعدات الدولية.

وأوضح التقرير، الذي جاء بعنوان“التغلب على المصاعب المتزايدة وأوضاع التجزؤ المتفاقمة”, أن الاقتصاد اليمني تعرض لضغوط هائلة خلال النصف الأول من عام 2025 بسبب ارتفاع التضخم وتراجع حجم المعونات، متوقعًا انكماش الناتج المحلي الحقيقي بنسبة 1.5% بنهاية العام، وهو ما سيؤدي إلى تفاقم أزمة الغذاء بشكل خطير.

وأكد البنك أن أكثر من 60% من الأسر اليمنية تعاني من صعوبة في تأمين احتياجاتها الغذائية اليومية، مع لجوء الكثيرين إلى آليات تكيف خطيرة كالتسول وتقليص عدد الوجبات اليومية، نتيجة الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية وانعدام فرص العمل.

وأشار التقرير إلى أن الضربات الجوية على الموانئ الاستراتيجية فاقمت أزمة نقص السيولة وقيّدت الواردات الحيوية، مما أدى إلى تراجع حاد في توافر السلع الأساسية وارتفاع تكاليف النقل والإمداد.

كما حذّر من أن العام القادم يبدو أكثر قتامة في ظل محدودية احتياطيات النقد الأجنبي وتراجع المساعدات الدولية، وهو ما يهدد بانهيار قدرة المؤسسات المحلية على تقديم الخدمات العامة أو تمويل الواردات الضرورية للغذاء والدواء.

واختتم البنك الدولي تقريره بالتأكيد على أن اليمن يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لتوفير الدعم المالي والإنساني ومنع تدهور الأوضاع نحو مجاعة شاملة تطال ملايين اليمنيين.