دير البلح مدينة صغيرة تختنق بآلاف النازحين
تتفاقم معاناة عشرات الآلاف من النازحين الذين غادروا بيوتهم في مدينة غزة وشمالي القطاع تحت القصف، ليجدوا أنفسهم عالقين في مدينة دير البلح التي لا تملك مقومات استيعابهم ولا خدمات تكفيهم.
تحولت مدينة دير البلح في وسط قطاع غزة إلى ملاذ لمئات الآلاف من النازحين الذين فرّوا من مدينة غزة ومناطق شمال القطاع، بعد القرار الإسرائيلي بإخلاء هذه المناطق تحت وطأة القصف المستمر والحصار الخانق في ظل العملية العسكرية المتواصلة.
ودير البلح إحدى أصغر مدن القطاع، لكنها من أكثرها اكتظاظاً قبل العدوان الإسرائيلي الحالي، ما يجعلها غير قادرة على استيعاب التدفق الهائل للأسر النازحة الفارة من الموت على وقع الأحزمة النارية والقصف المدفعي العشوائي والمجازر المتكررة، إذ امتلأت الطرقات بخيام نصبها النازحون بعد أن عجزوا عن العثور على أي مأوى في المدارس أو البيوت المستضيفة التي باتت مكتظة عن آخرها، وصولاً إلى شاطئ البحر الذي افترشته آلاف العائلات، ويعيش جميع هؤلاء في ظل نقص حاد في مياه الشرب، وغياب الصرف الصحي، وندرة الخدمات.
تغرق المدينة التي كانت تشتهر بزراعة البلح (التمر)، في أزمات متلاحقة في ظل البنية التحتية الضعيفة أصلاً، مع الانقطاع المتكرر للكهرباء، وشح المياه الصالحة للشرب، وتدهور الخدمات الصحية، وعدم القدرة على تأمين الحد الأدنى من الخدمات للنازحين، وخصوصاً الرعاية الصحية، فالمستشفيات متهالكة وغير قادرة على استيعاب المزيد من الحالات الطارئة، ويُجبر المرضى على الانتظار في طوابير طويلة أو تلقي العلاج في خيام أو ممرات مؤقتة.
وسط كل هذا الزحام والمعاناة، لا يغيب شبح الموت، فالقصف الإسرائيلي لا يتوقف، والغارات تطاول محيط المدينة، وأحياناً وسطها، لتخطف مزيداً من الأرواح، وتزيد حالة الهلع لدى الأهالي والنازحين على حد سواء، فلا أحد يشعر بالأمان، خصوصاً من يحتمي بخيمة أو جدار متهدم، وكل ما يعتبر حقوقاً أساسية بات أحلاماً بعيدة المنال.
دير البلح إحدى أصغر مدن قطاع غزة لكنها أكثرها اكتظاظاً، وقد امتلأت طرقاتها بخيام النازحين من مدينة غزة والشمال
وتعتبر أزمة المياه ثاني أكبر مشكلات سكان دير البلح بعد أزمة
ارسال الخبر الى: