البرنامج النووي والصواريخ في قلب المعركة سيناريوهات الصراع الإيراني الإسرائيلي

بعد اثني عشر يوماً من الحرب الدامية بين إيران وإسرائيل، والتي انتهت بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار، بدا في طهران أن الهدوء ليس سوى استراحة قصيرة قبل جولة جديدة من الصراع. فالمسؤولون والقادة الإيرانيون، الذين تابعوا حجم الخسائر وعمق الاختراقات الإسرائيلية، يدركون أن المواجهة لم تنتهِ بعد، بل دخلت مرحلة أكثر تعقيداً وخطورة.
منذ ذلك الحين، شرعت المؤسسة السياسية والعسكرية الإيرانية في مراجعة الأخطاء وإعادة تقييم أدواتها، من إعادة بناء القدرات العسكرية إلى تطوير استراتيجيات جديدة لا تقتصر على الدفاع، بل تضع خيار المبادرة بالهجوم على الطاولة، تحسباً لأي ضربة إسرائيلية مفاجئة قد تندلع في أي لحظة.
الهجوم بدلاً من الدفاع؟
تلقت إيران ضربات موجعة من إسرائيل، فقدت خلالها أبرز قادتها العسكريين وعشرات من علمائها النوويين المسؤولين عن تطوير برنامجها النووي، في عمليات مفاجئة لم يكن أحد يتوقعها داخل إيران. وقد أثر ذلك على سرعة الرد الإيراني بسبب كثافة الهجمات وتنوع أهدافها بين الاغتيالات والهجمات على المنشآت العسكرية والنووية.
هذا الوضع دفع القادة العسكريين إلى إعادة النظر في استراتيجيات الدفاع التقليدية. وكشف مصدر سياسي مقرب من الحرس الثوري الإيراني لـعربي بوست أن القادة العسكريين الإيرانيين، وبعد انتهاء الحرب، سارعوا إلى إعادة تقييم منظومة الدفاع وبعد مداولات مطوّلة، بات الاتجاه أقوى نحو تبني استراتيجية المبادرة بالهجوم بدلاً من الاكتفاء بالدفاع وانتظار الضربات.
ويضيف المصدر: لطالما التزم بعض قادة الحرس الثوري، ممن اغتالتهم إسرائيل يوم 13 يونيو، بسياسة الصبر الاستراتيجي وضبط النفس لتجنّب الانجرار إلى حرب شاملة، لكن الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية أقنعت عدداً من القيادات بأن هذه السياسة جعلت إسرائيل أكثر جرأة وأظهرت إيران بمظهر الضعف.
ويعلق محلل عسكري إيراني مقرّب من الحرس الثوري قائلاً: إيران اعتمدت منذ سنوات طويلة على استراتيجيات الدفاع التقليدية، مستندة إلى الحلفاء في محور المقاومة لتأمين الجبهة الأمامية. غير أن الحرب الأخيرة واستهداف حزب الله في لبنان كشفا أن سياسة الصبر الاستراتيجي لم تعد فعّالة.
ويضيف: هذا الالتزام بالاستراتيجيات التقليدية جعل إسرائيل
ارسال الخبر الى: