من هنا كانت البداية وهكذا كانت قصة الحب الأول

يمنات
محمد المخلافي
بعد أن تركتُ خدمة الدفاع الوطني الإلزامية وعدتُ إلى قريتي، لاحظت نظرات الناس المليئة بالدهشة واللوم، كانوا يسألونني دائمًا: “لماذا تركت المعسكر؟”
قضيتُ أسبوعًا كاملًا أكرر السؤال على نفسي، أفكر، وأحلل، وأعيد التفكير مرارًا. ثم اتخذت القرار: سأعود إلى الكلية الحربية موقع خدمتي، فالجامعة لن تفتح أبوابها لي إلا بعد إتمام الخدمة العسكرية.
حزمتُ أمتعتي البسيطة، وجمعتُ ما تبقّى من راتبي المتواضع، الذي كان حينها أربعة آلاف ريال في الشهر.
بعد صلاة المغرب، ذهبتُ إلى منزل أختي نجاة في طرف القرية لأودّعها، وهناك شاءت الأقدار أن ألتقي بـ عبدالباسط محمد دبوان.
سلّمتُ عليه، وأخبرته بنيّتي العودة إلى المعسكر.
ابتسم وقال:
لا ترجع، هناك فرصة أفضل.
سألته بدهشة:
ما هي؟
قال: لقد التقيتُ بـ إبراهيم أحمد صالح من القرية المجاورة، وكان يعمل حينها مدير مكتب مدير أمن عدن. طلبتُ منه أن يُسجِّلك أنت وأخي ماجد في إدارة أمن عدن، فوافق. لكنه أوصاني ألا أخبر أحدًا بالأمر.
طرت من الفرح. حمدتُ الله كثيرًا وشكرتُ عبدالباسط، وقلتُ في نفسي:
أخيرًا سأدرس في الجامعة وأحقق حلمي.
كانت الدراسة الجامعية شغلي الشاغل، لا تفارق تفكيري. كثيرًا ما جلستُ أفكر: من سيساعدني؟ فقد توفي والداي – رحمهما الله – ولم يعد هناك من يقف إلى جانبي. لكن الآن، بعد هذه الفرصة التي لم أكن أتوقعها، سأعمل وأدرس، وسأبذل قصار جهدي كي أصل إلى ما حلمتُ به.
في اليوم التالي التقيتُ بإبراهيم، سلّمتُ عليه وشكرته، فأخبرني أنه يريد أن يسجّل مجموعة من الشباب خريجي الثانوية، وخصوصًا الأيتام الذين ليس لديهم من يعيلهم. تذكرتُ زميلي هشام العزلي الذي درستُ معه في الصف الأول الثانوي في مدرسة صلاح الدين بالحصين، كان يتيمًا.
ذهبتُ إلى قريته الحمرج مشيًا بعد الظهر تحت شمس الصيف الحارقة، وقطعتُ مسافة خمسة كيلومترات وربما أكثر حتى وصلت. عند مدخل القرية لمحت هشام وهو يعمل في استخراج الأحجار مع بعض شباب القرية، فسلمتُ عليهم.
استغرب هشام عندما رآني، كان يعتقد أنني أتيت لزيارة
ارسال الخبر الى: