في البدء كان سقراط

٦٨ مشاهدة

تجسد لوحة «موت سقراط» التي أبدعها الرسام الفرنسي جاك لوي ديفيد عام 1787 مشهد تنفيذ هذا الفيلسوف الأثيني حكم الإعدام بتناول السم، مع ما في المشهد من مأساة حلّت بسقراط وحزن أصاب تلاميذه، إذ يظهر الفيلسوف بين التلاميذ الذين أغمض بعضهم عينيه، كي لا يرى هول الفاجعة، وأمسك البعض بسقراط، وانزوى آخرون بعيداً عن المشهد المأساوي، فيما سقراط يمد يده لتناول كأس الموت.

هذه اللوحة هي تجسيد للرواية التي رواها أفلاطون الذي كان حاضراً واقعة تنفيذ حكم الإعدام بالسم، وهي الرواية التي كان لها أثر في المشاهد الفلسفية والفنية والدينية لفترات طويلة، كما يرى بعض الدارسين للتراث الفلسفي والديني عبر التاريخ.

ولعل شخصية السيد المسيح هي أكثر شخصيات التاريخ التي بُنيت حولها تصورات مأساوية مستوحاة من «مأساة سقراط» في اللاهوت المسيحي، حيث تكررت في الأدبيات المسيحية صورة سقراط في شخص المسيح، مع كثير من أوجه الشبه بين هاتين الشخصيتين التاريخيتين، ليعاد إنتاج «المسيح المتخيل» خلافاً لصورته التاريخية.

ومن أوجه الشبه بين الشخصيتين أن سقراط في التاريخ الإغريقي فيلسوف اعتمد «الحوار الشفهي» ولم يدون فلسفته أو محاوراته مع تلاميذه، بل دونها فيما بعد تلميذه أفلاطون، كما أن المسيح في التقاليد المسيحية معلم اعتمد كذلك «التبشير الشفهي» ولم يدون تعاليمه، ولكن تلاميذه من بعده هم الذين دونوا أقواله.

ولكثرة ما ارتبط اسم سقراط بأفلاطون ذهبت بعض الكتابات للقول إن سقراط كان شخصية أسطورية من اختراع أفلاطون، وقد تكررت هذه الفرضية مع المسيح الذي ذهبت بعض الكتابات إلى أنه شخصية اخترعها بولس الرسول، حيث ظهرت أعمال لجي. أم روبرتسون، ودبليو بي سميث وكثيرين غيرهما تدعم فرضية اختراع شخصية المسيح، وهي فرضية جاءت ـ فيما يبدو ـ كرد فعل على محاولات يرى بعض الباحثين أنها نوع من أسطرة المسيح التي نحت به منحى سقراطياً في تصوير المأساة.

وتظهر المقارنة بين السقراطية والمسيحية في شكلها التقليدي أنه يمكن مقارنة الاختلافات التي أدخلها المسيح على اليهودية التي هي ديانة أسلافه، بالاختلافات التي أسس لها سقراط، في

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع المشهد اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح