البحث عن المياه معاناة تتفاقم في غزة
تعتبر أزمة المياه من بين الأكثر إلحاحاً وعمقاً في مدينة غزة التي تعرضت لدمار غير مسبوق خلال العدوان الإسرائيلي. ويعاني السكان أزمة عطش خانقة بعد عودتهم من النزوح إلى مناطقهم السكنية المدمّرة حيث تنعدم البنى التحتية في شكل شبه تام، ما يَضطرهم إلى اللجوء إلى مصادر بديلة، مثل صهاريج أو محطات قليلة للتحلية توجد داخل الأحياء، والتي لا تلبي سوى الحدّ الأدنى من الاحتياجات، وبتكلفة لا يستطيع معظمهم تحمّلها.
/> قضايا وناس التحديثات الحيةدفن 54 فلسطينياً في مقبرة أرقام وسط قطاع غزة: لم يتعرف إليهم أحد
في الأحياء المكتظة تتكرر مشاهد حمل أشخاص عبوات بلاستيكية والسير بها مسافات طويلة على الأقدام، غالباً تحت الشمس الحارقة أو في أوقات متأخرة من الليل، بحثاً عن محطة توفر القليل من الماء النظيف. وترسل عائلات كثيرة الأطفال أو النساء لملء المياه في رحلة يومية شاقة تُثقل كاهل الأسر وتكشف حجم القهر المعيشي الذي يعيشه السكان.
تقول مها السيلقي (42 عاماً) التي فقدت بيتها في منطقة السنافور شمالي حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، لـالعربي الجديد: أعاني يومياً أزمة المياه التي باتت الشغل الشاغل لأسرتي التي تقطن في خيمة وسط المدينة، إذ أضطر إلى نقل المياه من مناطق بعيدة، أو ملاحقة صهاريج تنقل المياه. وفي كثير من الأحيان أشتري المياه بأسعار مرتفعة من محطات التحلية في حال توافرت باعتبار أن أزمة انقطاع التيار الكهربائي توقف العديد من هذه المحطات. أيضاً يندر بيع المياه في عربات التوزيع، لذا بتنا نعتمد على شاحنات التوزيع أو نحاول الوصول إلى خطوط بعيدة عن خيمتنا.
تتابع: ليست الطريق قريبة، وهي غير معبدة، لذا يُضطر أبنائي إلى جرّ المياه بعربة يدوية بعد الوقوف في طابور طويل. وتتكرر هذه المهمة الصعبة والشاقة يومياً، وتستنزف الوقت والجهد في ظل تفاقم الأزمات حتى مع بدء تطبيق وقف إطلاق النار.
وتترافق أزمة المياه مع انقطاع تام في الكهرباء، ما يمنع تشغيل المضخات المنزلية، ويجعل تخزين المياه تحدياً إضافياً. كما تعاني محطات التحلية الصغيرة شحّ الوقود
ارسال الخبر الى: