الاوزون من غطرسة النفوذ الى وعي المسؤولية الدولية كتب دعاء هزاع الجابري

سردية صراع طويل بين الربح العابر وحق الارض في الحياة ، كيف اصلحت السياسة ما افسدته المصالح
لم يكن الشتاء هذه المرة فصلا بل رسالة مؤجلة وصلت أخيرا
فجاء الشتاء ككف خفية تمس جبين الأرض لتوقظها من طول الإنهاك ،
وكأن الطبيعة قررت أن تكتب تاريخها لا بالحروف بل بالارتجاف
ففي تغير الهواء وتيه الفصول حكاية أعمق من الطقس ، حكاية كوكب صبر طويلا على سوء الفهم ثم بدأ بالكلام حين لم يعد الصمت صالحا للحياة
فلم يكن البرد الذي طرق أبوابنا في الأيام الأخيرة مجرد انخفاض في درجات الحرارة ، ولا كان الشتاء الذي أطل علينا بهذه القسوة غير المألوفة فصلا عابرا جاء في موعده ، بل كان رسالة كونية ، ونداء صامت من الأرض ، يعيد طرح السؤال القديم : ماذا فعل الإنسان بكوكبه ، وماذا تبقى له منه ؟
فالطالما اعتدنا أن نحمل الفصول مزاجها ، وأن نرجع اضطراب المناخ إلى صدفة عمياء أو دورة طبيعية لا معنى لها ، غير أن الطبيعة حين تطيل الصمت لا تفعل ذلك عجزا بل انتظارا ، وما نشهده اليوم ليس انقلابا فجائيا في الطقس بل ارتداد الوعي بعد غياب ونتيجة مسار طويل من الخطأ ثم الاعتراف
فهناك في طبقة لا نراها ولا نشعر بثقلها كانت الأرض تنزف بصمت ، طبقة الأوزون ذلك الغشاء الرقيق الذي يفصل الحياة عن الفناء ، تآكلت يوما بفعل ايادي بشرية لم تحسن التقدير ، فاختل الميزان وارتبك المناخ وصارت الفصول تتقدم وتتأخر كمن فقد بوصلته ، وحين انكشف الجرح لم يكن الجرح بيئيا فحسب بل أخلاقيا أيضا
وبعد أعوام من العناد ، بدأت الأرض تستعيد أنفاسها ، فعاد الثقب الذي شق في السماء يتقلص ، فقط لأن الإنسان ولو متأخرا قرر أن ينصت ويعمل في أن واحد ، فقد حملت الأوساط العلمية مؤخرا بشرى طال انتظارها الا وهي ثقب الأوزون بدأ فعليا بالتعافي وهاهو اليوم قد بلغ أصغر مستوياته منذ سنوات ، في مؤشر لا
ارسال الخبر الى: