من الانهيار إلى إعادة البناء الجنوب على طريق الهدف المنشود
51 مشاهدة

4 مايو/ تقرير/ محمد الزبيري
في مرحلة بالغة التعقيد
بلغت فيها الأزمات ذروتها، وتقاطعت الضغوط الداخلية والخارجية على الجنوب، وجد المواطن نفسه محاصرًا من كل الجهات؛ بانهيار العملة، وتردي الخدمات، وتغول الفساد، وتوسع الانقسام الإداري والمالي.
وسط هذا المشهد القاتم، لم يتردد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي في النزول بثقله الكامل إلى قلب المعركة متجاوزًا الخطابات الإنشائية ومفردات التبرير، إلى أفعال ملموسة وخطط ممنهجة تهدف إلى إصلاح جذري لا يتوقف عند معالجة الأعراض، بل يتوجه مباشرة إلى الجذور.
ما يجري اليوم في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب، لم يعد حالة إسعافية أو مجرد تحركات آنية لتسكين الأزمات، بل يمثل تحولًا استراتيجيًا في نهج إدارة الدولة.
ويؤكد بجلاء أن القيادة الجنوبية، ممثلة بالرئيس الزُبيدي، باتت تتعامل مع التحديات بنَفَس طويل، وعين سياسية تزن التداعيات، وقرار تنفيذي يتكئ على فهم شامل لمصادر الانهيار وطبيعة المعركة الاقتصادية.
في هذا السياق، تأتي الخطوات الأخيرة كرؤية إنقاذية تؤسس لمرحلة استعادة الثقة الشعبية، وفرض هيبة الدولة، وتمهيد الطريق نحو مشروع سياسي واقتصادي متكامل يعيد للجنوب مكانته ودوره ومؤسساته.
*قيادة في قلب المعركة
في زمنٍ اعتاد الناس فيه أن ينأى السياسيون بأنفسهم عن الملفات المعقدة، ويفضلون البقاء في هامش القرارات الفنية، خالف الرئيس الزُبيدي هذه القاعدة، وأصرّ على أن يكون حاضراً في عمق الملفات، وخاصة الملف الاقتصادي الذي يعتبر الأكثر اشتعالًا وحساسية. لم يكتفِ بدوره كممثل سياسي للجنوب في رئاسة المجلس القيادي، بل دخل بنفسه إلى ميدان المعركة الاقتصادية، وأشرف على بلورة قرارات صارمة، شملت مختلف الجوانب من ضبط السوق المصرفي، إلى إعادة تنظيم البنية الإدارية للمؤسسات.
لقد شكّلت قرارات الزُبيدي الأخيرة، وفي مقدمتها الإجراءات المرتبطة بإعادة ضبط نشاط الصرافة، ومحاربة شبكات المضاربة التي تنهش جسد العملة، وتحجيم دور مراكز النفوذ المالي، تحولاً في طريقة التعاطي مع الأزمات.
كما جاءت هذه الإجراءات بعد تراكم شكاوى شعبية، وضغوط مجتمعية، لتؤكد أن القيادة تُصغي وتتحرك، وأنها تتحمل مسؤولية حماية الاقتصاد الوطني من العبث والمصالح الضيقة.
وبالفعل، بدأت الأسواق تلتقط إشارات
ارسال الخبر الى: