الانتقالي في مأزق عشال وقود لحروب السيطرة على عدن

تحدث الكاتب خالد سلمان عن قضية اختطاف عشال في عدن، مشيرًا إلى أن السياسة حولت هذه القضية العادلة إلى أداة في يد القبائل المتناحرة لتحقيق مكاسبها الخاصة، دون أن تسعى بجدية لتفكيك الغموض حول مصيره.

وقال سلمان: الجميع خرج من الظل ليقدم نفسه كمنقذ، محاولًا تبني قضية عشال وإزاحة عائلته من الصورة كطرف أساسي في القضية. تجمعت القوى وأطلقت الدعوات للمليونيات، وشمل الاختراق بعض ضباط المؤسسة العسكرية كأفراد. تداخلت مصالح متعددة لتحقيق هدف واحد: الإطاحة بالمجلس الانتقالي الجنوبي.

وأضاف: من الإسلام السياسي بشقيه الحوثي والإخواني، إلى الشخصيات التي تحلم بالعودة لحكم عدن، وشيوخ الفتنة وتجار الأزمات والحروب، وحتى بعض أجنحة الشرعية التي تطالب بالزحف من تعز إلى عدن، تجمعت كل هذه الأطراف في مشهد يعيد إلى الأذهان غزوتي عام 1994 وغزوة خيبر. هذا الوضع يشير إلى أن العلاقة تحت سقف الشرعية مضطربة.

وأشار سلمان إلى أنه لا يمكن تبرئة المجلس الانتقالي من المسؤولية، قائلاً: الانتقالي يعيش حالة من الاختلالات تتطلب التصحيح. لقد اختلطت عليه المفاهيم بين كونه كيانًا قبل الدولة يحافظ على طهارته الثورية، وبين محاولة تصرفه كدولة تسعى للاستفادة من الغنائم والمزايا. هذا الوضع فتح شهية الجميع للتنافس على الوظائف العامة بكل امتيازاتها، مما أثر سلبًا على المشروع السياسي لصالح بريستيج السلطة والوجاهة.

وأضاف: الانتقالي مسؤول بدرجة أو بأخرى عن الانفلات الأمني وتعدد الأجهزة وغياب غرفة عمليات مشتركة. في هذا الوضع، يصبح الانتقالي في واجهة كل شيء: من تردي الخدمات إلى الانتهاكات، ومن فوضوية الأجهزة إلى الفساد وحروب السيطرة على الثروات.

وأكد سلمان أن هناك من يراقب أداء الانتقالي بتحفز، يبتهج للفوضى ويبني خطواته التالية على الأخطاء المتراكمة، منتظرًا اللحظة المناسبة. وأشار إلى أن قضية اختطاف عشال كشفت عن انقسام المجتمع بين أغلبية متعاطفة مع قضيته وأقلية تستثمر هذا الألم سياسيًا، داعية إلى زحف عدائي نحو معقل الانتقالي في عدن.

واختتم سلمان بالقول: لا يمكن فصل التقاطعات عن بعضها. هناك حرب عسكرية ضد قوات الانتقالي، عمليات إرهابية في شبوة