الانتخابات الرئاسية الإيرانية هل يكرر الإصلاحيون تجرية فوز خاتمي
١٢١ مشاهدة
زاد منسوب الأمل لدى الإصلاحيين الإيرانيين بفوز مرشحهم الرئاسي مسعود بزشكيان في الانتخابات الرئاسية الإيرانية يوم الجمعة المقبل في ظل ارتفاع شعبيته في استطلاعات الرأي في الأيام الأخيرة الأمر الذي منح دفعة قوية لهم لتكثيف حملاتهم الانتخابية على أمل إلحاق الهزيمة بالتيار المحافظ ومرشحيه الخمسة وتكرار تجربة فوز الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي عام 1997 على الضفة المحافظة في إيران زادت المخاوف من فوز غريمهم السياسي مع استمرار الخلافات في هذا المعسكر لا سيما بين المرشحين المحافظين البارزين محمد باقر قاليباف وسعيد جليلي ورفض أي منهما الانسحاب لصالح الآخر وعليه فإن التشتت والخلاف ما زالا يتحكمان بالمشهد الانتخابي المحافظ أو الأصولي حسب التسمية الرائجة في إيران غير أن الدعوات داخل المعسكر تصاعدت مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية للإجماع على مرشح واحد باعتباره الطريق الوحيد للفوز وهزيمة الإصلاحيين انقسامات بين المحافظين قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية وعن ذلك قال رئيس تحرير صحيفة هم ميهن الإيرانية الإصلاحية جواد روح لـالعربي الجديد إن ثمة فجوة حقيقية بين قاعدة مؤيدي قاليباف وجليلي وهو ما يجعل من الصعب التحالف بينهما مضيفا أنه لا يستبعد أن ينسحب جليلي بضغوط من الأعلى لأن هناك احتمالا ضعيفا أن تتجه أصوات قاعدة قاليباف نحو جليلي كما أنه في حال انسحب قاليباف فإن جزءا ملحوظا من أصواته ستتجه إلى سلة بزشكيان وتوقع أن تتجه الضغوط نحو دفع جليلي للانسحاب لكن أنصاره يبدون مقاومة كبيرة ويمكن أن يرفض جزء منهم التصويت لقاليباف في حال أجبر جليلي على الانسحاب وفق قوله واستبعد رئيس تحرير هم ميهن نجاح المحافظين في حسم النتيجة لصالحهم في حال تحالف قاليباف وجليلي قائلا إن هذا التحالف المحتمل يمكن أن يشكل دافعة أكثر لدى أصحاب الأصوات الصامتة للتصويت لصالح بزشكيان متحدثا عن احتمال جولة إعادة للانتخابات الرئاسية في حال كانت المشاركة متدنية لكن في حال زادت نسبة المشاركة خلال الأيام القليلة المقبلة بين 5 إلى 10 في المائة ستزداد حظوظ بزشكيان للظفر بالرئاسة في الجولة الأولى جواد روح ثمة فجوة حقيقية بين قاعدة مؤيدي قاليباف وجليلي وهو ما يجعل من الصعب التحالف بينهما ولفت روح إلى أن بزشكيان لديه قواعد تصويتية مختلفة منها أصوات الإصلاحيين والمعتدلين وشريحة من المحافظين والقوميات والأقليات المذهبية والنساء والشباب المعارضين للضغوط والتدخلات الحكومية خصوصا في مجال الحجاب والإنترنت والنشطاء الاقتصاديين المتضررين من العقوبات الخارجية والتطرف الداخلي لحكومة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي والجامعيين والمتنورين ورجال الدين المنتقدين ومحدودي الدخل والمسحوقين وتظهر نتائج العديد من استطلاعات الرأي حول الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي صدرت في الأيام الأخيرة تقدم بزشكيان على منافسيه المحافظين منها استطلاع لمؤسسة متا الإيرانية أجرته يومي السبت والأحد الماضيين وأظهرت نتائجه أن 24 4 من المستطلعة آراؤهم سيصوتون لبزشكيان مقابل 23 4 للمرشح قاليباف و21 5 لجليلي كما أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته مؤسسة إيسبا يومي السبت والأحد الماضيين ارتفاعا متدرجا لأصوات بزشكيان الذي حصل على 24 4 من تأييد المستطلعة آراؤهم وتلاه جليلي بـ24 ثم قاليباف بـ14 7 أي حظوظ لبزشكيان ورجح الناشط السياسي الإيراني حاكم مدينة شيراز السابق حسين قاسمي في حديث مع العربي الجديد فوز بزشكيان لكنه رأى أن هذا الفوز سيحصل في ظروف مختلفة عن عام 1997 حين ظفر خاتمي بالرئاسة وقال إنه حتى الآن نصف الناخبين عدد الناخبين هو أكثر من 61 مليونا لا يرغبون بالمشاركة في الانتخابات وربما خلال الأيام المقبلة يقرر بعضهم المشاركة كلما زادت سخونة المشهد الانتخابي لكن خلال عام 1997 كانت نسبة المشاركة 79 92 وكان المشهد أكثر سخونة من اليوم ووفق قاسمي كان المحافظون المعروفون حينها بالتيار اليميني أكثر انسجاما والتحاما من اليوم ومجمعين على المرشح المحافظ علي أكبر ناطق نوري مضيفا أنهم اليوم يعانون من التشتت والتشرذم وليس لديهم مرشح متفق عليه مثل ناطق نوري لافتا إلى أن شريحة شبابية إصلاحية ما زالت تقاطع الانتخابات بينما كانت نشيطة في انتخابات 1997 حسين قاسمي شرائح كبيرة من الراغبين بالمشاركة في الانتخابات ستصوت لبزشكيان الذي أصبح يتقدم على منافسيه المحافظين وأضاف الناشط السياسي أنه رغم ذلك فإن شرائح كبيرة من الراغبين بالمشاركة في الانتخابات ستصوت لبزشكيان الذي أصبح يتقدم على منافسيه المحافظين حسب استطلاعات الرأي من دون أن يستبعد فوزه بالجولة الأولى في حال تشكلت موجات انتخابية خلال الأيام القليلة المقبلة حتى يوم الانتخابات لكن في حال استمر الوضع على ما هو عليه اليوم ستتجه الانتخابات الرئاسية الإيرانية إلى جولة إعادة بمشاركة بزشكيان وأحد المرشحين قاليباف وجليلي واعتبر قاسمي أن على السلطات أن تجهز نفسها لفوز بزشكيان الذي يعكس رغبة شعبية بتغيير خط السياسات الراهنة مشيرا إلى أن هذه الرغبة مدفوعة بما حصل خلال السنوات الأخيرة من احتجاجات متكررة وتقييد الإنترنت وتصرفات شرطة الآداب والمشكلات الاقتصادية وعن أسباب استمرار عزوف شرائح كبيرة عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية رغم الجهود الحثيثة للإصلاحيين لإقناعهم بالتصويت فعزاها قاسمي إلى جملة عوامل متراكمة منها تداعيات الاحتجاجات التي تكررت خلال الأعوام الأخيرة من احتجاجات 2019 بسبب رفع أسعار الوقود إلى احتجاجات مهسا أميني عام 2022 وتراكم المشكلات الاقتصادية بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي عام 2018 فضلا عن عاملي دعايات الأعداء وإقصاء المرشحين ورفض أهليتهم للمشاركة في الانتخابات وهو ما دفع الإصلاحيين إلى عدم المشاركة في انتخابات 2021 الرئاسية وكذلك الانتخابات البرلمانية خلال مارس آذار 2024 التي قاطعها التيار الإصلاحي بشكل غير معلن وقال إن الجيل الجديد أو جيل زد يأتي في مقدمة العازفين عن التصويت وهو جيل لم يعد يفهم لغة السلطات كما أن الأخيرة أيضا لا تفهمه لافتا إلى أن رفض أهلية الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد أيضا له دوره في عزوف شرائح مجتمعية عن المشاركة في الانتخابات كونه الأكثر شعبية بين السياسيين الإيرانيين حسب استطلاعات الرأي