هل تشهد الانتخابات البرلمانية البريطانية هزيمة تاريخية للمحافظين
٨٧ مشاهدة
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية البريطانية في 4 يوليو تموز المقبل يشير المزيد من التوقعات واستطلاعات الرأي الصادرة هذا الأسبوع إلى حصول حزب المحافظين الحاكم على أسوأ نتيجة له ما قد يعني تعرضه لهزيمة تاريخية أمام منافسه حزب العمال وفي آخر تحديث لمسوحات استطلاعات الرأي في بريطانيا الذي نشره مجلس الاقتراع البريطاني اليوم الخميس أشار المسح إلى حصول حزب العمال بقيادة كير ستارمر على 42 7 من الأصوات فيما حصل المحافظون بقيادة رئيس الحكومة الحالي ريشي سوناك على 21 8 بينما حصل حزب الإصلاح على 14 2 والحزب الليبرالي الديمقراطي على 10 4 وحزب الخضر على 5 7 وبحسب استطلاع حصري أجرته صحيفة ذا ديلي تلغراف حصل حزب المحافظين على 53 نائبا فقط مع إمكانية خسارة سوناك ووزير المالية جيرمي هانت مقعديهما وفي حال حصول ذلك سيكون سوناك أول رئيس وزراء بريطاني يخسر مقعده في البرلمان في تاريخ الانتخابات البرلمانية البريطانية كما أظهر استطلاعان للرأي أجرتهما مؤسستا يوغوف وسافنتا نشرا أمس الأربعاء اكتساح حزب العمال معظم مقاعد البرلمان المكون من 650 مقعدا وعقب الوزير عن حزب المحافظين مايكل جوف على نتائج الاستطلاعات قائلا نحن لسنا في الدقيقة التسعين للانتخابات معتبرا خلال حديثه لـسكاي نيوز صباح اليوم الخميس أنه ما زال هناك وقت للمحافظين لتنظيم أنفسهم والفوز في الانتخابات وواجه المحافظون هذا الأسبوع قضية جديدة قد تتسبب في التشويش على حملتهم الانتخابية وتتعلق بخضوع لورا سوندرز زوجة مدير الحملة الانتخابية لحزب المحافظين والمرشحة عن الحزب للتحقيق من قبل هيئة مراقبة القمار بشأن رهان مزعوم على موعد الانتخابات العامة فيما أكد حزب المحافظين أن مدير حملتهم الانتخابية توني لي أخذ إجازة يوم أمس الأربعاء فيما كشفت بي بي سي عن خضوعه هو أيضا للتحقيق وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم حزب الإصلاح اليميني الشعبوي بقيادة نايجل فاراج في بعض المناطق الانتخابية المحسوبة على المحافظين فيما تبقى استطلاعات الرأي بعيدة عن التنبؤ بدقة حول حظوظ فوز المرشحين المستقلين إذ تضم الانتخابات البرلمانية البريطانية الحالية 459 مرشحا مستقلا أي حوالي 10 من العدد الإجمالي وأكثر من ضعف عددهم في انتخابات عام 2015 بدوره اعتبر باتريك هارفي الزعيم المشارك لحزب الخضر الاسكتلندي أن حزب المحافظين اقترب من التطرف اليميني منذ التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وقال هارفي خلال إطلاق بيان حزبه في إدنبرة اليوم الخميس في المملكة المتحدة يبدو أن إعادة الاصطفاف على طول اليمين المتطرف تبدو وكأنها نتيجة حتمية لهذه الانتخابات وأضاف إلى جانب نمو التطرف عبر الإنترنت ومنصات المؤامرة اليمينية المتطرفة التي تتنكر في شكل منافذ إخبارية يشكل هذا تهديدا مخيفا للديمقراطية وحتى لو انتهى الأمر بالقضاء عليهم فالحقيقة هي أن حزب المحافظين هو نفسه ساعد في خلق ذلك أما زعيم حزب العاملين جورج غالاوي فتعهد خلال تقديمه للبيان الانتخابي الرسمي المكون من 34 صفحة بانسحاب المملكة المتحدة من حلف شمال الأطلسي الناتو الذي وصفه بـآلة الحرب وبمنح العمال خيار التقاعد عند سن الستين ورفع البدل المعفى من الضرائب من 12 570 باوندا إلى 21 200 باوند لمليوني عامل من ذوي الأجور المنخفضة إضافة إلى دعم الإسكان الاجتماعي ووصف غالاوي الوعود الانتخابية لكل من سوناك وستارمر بـالفارغة محذرا من أن فوز حزب العمال في الانتخابات وتولي ستارمر رئاسة الوزراء قد يؤديان إلى انخراط بريطانيا في صراعات عالمية لا نهاية لها وأكد كما في كل خطاباته السابقة دعم الحقوق الفلسطينية والوقوف إلى جانب غزة وتأتي الانتخابات البرلمانية البريطانية الحالية في خضم واقع سياسي واقتصادي يسعى للخروج من أزمة تكاليف المعيشة في بريطانيا التي شهدت ارتفاع أسعار السلع الأساسية منذ غزو روسيا لأوكرانيا قبل أكثر من عامين حيث لعبت بريطانيا دورا في هذه الحرب من خلال دعم أوكرانيا وتدور البرامج الانتخابية حول قضايا تتعلق بمستوى المعيشة والضرائب وتحسين الخدمات الصحية وأزمة الإسكان ويتبادل حزبا العمال والمحافظين الاتهامات حول قضايا الإسكان الخاصة بكل منهما بشكل كبير في الأيام الأخيرة مع التركيز إلى حد كبير على كيفية فشل الجانب الآخر في الوفاء بالتزاماته أما في قضايا الخدمات الصحية فيقول أحد مراكز الأبحاث الصحية الرائدة في بريطانيا إن أيا من الأحزاب السياسية الرئيسية لم يضع حتى الآن خططا مقنعة حول كيفية تحسين الخدمات الصحية الوطنية وقالت مؤسسة الصحة هيلث فاونديشن إنه بناء على توقعات الإنفاق الحالية يبدو أن هناك عجزا قدره 38 مليار جنيه إسترليني سنويا في إنكلترا وهو ما ستكون هناك حاجة إليه بحلول نهاية البرلمان المقبل وقال مركز الأبحاث للمؤسسة إن ذلك من شأنه أن يعرض خططا مثل معالجة الأعمال المتراكمة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية وتحسين رعاية الأطباء العامين وإعادة تطوير المستشفيات للخطر وحتى الآن لم يذكر حزب العمال ولا المحافظون حجم الاستثمار الذي سيستثمرونه في هيئة الخدمات الصحية الوطنية