الاكتشافات النفطية السعودية الجديدة طفرة تعيد رسم خريطة الطاقة

٣٩ مشاهدة
وقف المهندس العماني فهد القحطاني على منصة الحفر في حقل الجافورة شرق المملكة العربية السعودية وهو يتأمل الأفق الممتد أمامه مبديا حماسا كبيرا بحجم الاكتشافات النفطية والغازية بالمملكة خلال يونيو حزيران الماضي ويوليو تموز الجاري معتبرا إياها مؤشرا على تغير لمسار صناعة الطاقة في المملكة بحسب إفادته لـالعربي الجديد وعزا القحطاني تفاؤله إلى أن بيانات وزارة الطاقة السعودية الصادرة في أغسطس آب 2023 والتي تؤكد أن حقل الجافورة وحده وهو أحد الاكتشافات النفطية الجديدة يحتوي على احتياطيات مؤكدة تقدر بـ 229 تريليون قدم مكعبة من الغاز وهو ما يجعله أحد أكبر حقول الغاز غير التقليدية في العالم وفي سياق متصل أفادت مصادر خاصة لـ العربي الجديد بأن الاستثمارات الضخمة التي أعلنت عنها شركة أرامكو في نشاطات الاستكشاف والتوسيع والتي تبلغ 25 مليار دولار تعكس استراتيجية طموحة للمملكة لتعزيز مكانتها في سوق الطاقة العالمية وتأتي هذه التطورات المتسارعة في إطار رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط ما يؤيد مضمون التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية في أكتوبر تشرين الأول 2023 بشأن سير السعودية بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفها المتمثل في زيادة إنتاج الغاز الطبيعي بنسبة 50 بحلول عام 2030 وفي الوقت نفسه تواصل المملكة جهودها لتطوير قطاعات اقتصادية جديدة حيث أظهرت بيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية الصادرة في نوفمبر تشرين الثاني 2023 نموا في القطاعات غير النفطية بنسبة 5 5 خلال الربع الثالث من العام نفسه سوق الطاقة ويشير الخبير الاقتصادي عامر الشوبكي في تصريحات لـالعربي الجديد إلى أن المملكة العربية السعودية تشهد العديد من الاكتشافات النفطية المتتالية ما يؤشر على استراتيجية سعودية ذات مسارين متوازيين إذ تسعى المملكة لتعظيم قدراتها في الاقتصاد غير النفطي مع الحفاظ في الوقت ذاته على قوة اقتصادها النفطي ويضيف الشوبكي أن السعودية تحرص على الاحتفاظ بحصتها في سوق الطاقة العالمية وتطمح إلى أن تصبح من كبار مصدري الغاز مع الاحتفاظ بمركزها أكبر مصدر للنفط في المستقبل ويضيف الخبير الاقتصادي أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى الحفاظ على مكانة المملكة المستقبلية بصفتها أكبر مصدر للطاقة في العالم وفي إطار طموح المملكة لتعظيم قيمة الثروات الطبيعية وتعزيز ناتجها المحلي ومركزها الاقتصادي وينوه الشوبكي إلى أن هذا النهج يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط مضيفا أن الرؤية تسعى أيضا إلى استغلال كامل ثروات المملكة العربية السعودية ما يعزز قدرة الاقتصاد غير النفطي ويخلص الشوبكي إلى أن هذه الاستراتيجية المزدوجة تهدف إلى ضمان استمرار المملكة في أخذ دور محوري في سوق الطاقة العالمية مع تطوير قطاعات اقتصادية جديدة لتحقيق التنمية المستدامة على المدى الطويل طفرة الغاز وفي السياق يشير الخبير الاقتصادي نهاد إسماعيل في تصريحات لـالعربي الجديد إلى أن المملكة العربية السعودية تشهد تطورات مهمة في قطاع الطاقة تعزز مكانتها لاعبا محوريا في أسواق الطاقة العالمية وترفع قدرتها الإنتاجية من الغاز بما يلبي الطلب المحلي ويضيف إسماعيل أن الاستثمارات في أعمال الاكتشافات النفطية والإنتاج والبنية التحتية مثل شبكات خطوط الأنابيب ومحطات المعالجة ستعزز إمكانات المملكة في التصدير ورفع نسبة الاحتياطيات مشيرا إلى أن هذه الخطوات ستدعم مكانة المملكة بما هي لاعب دولي في مجال الغاز الطبيعي ويلفت إسماعيل الانتباه إلى أهمية تطوير حقول الغاز للاقتصاد السعودي ودورها في المساعدة على تحقيق رؤية السعودية 2030 معتبرا أن حقل الجافورة للغاز من أهم الحقول المكتشفة حتى الآن إذ يحتوي على احتياطيات مؤكدة تقدر بـ 229 تريليون قدم مكعبة كما يشير إسماعيل إلى الإعلان عن اكتشاف سبعة حقول للغاز والنفط في المنطقة الشرقية للمملكة وفي الربع الخالي إضافة إلى إعلان شركة أرامكو عن استثمارات جديدة بقيمة 25 مليار دولار في نشاطات الاكتشاف والتوسيع ويرى إسماعيل أن أي قيمة مضافة من الاكتشافات الجديدة ستساعد في تحقيق رؤية 2030 وتلبي طموحات المملكة في لعب دور قيادي في مجال الطاقة على المسرح العالمي وبهذه الخطوات الاستراتيجية تعزز السعودية موقعها في سوق الطاقة العالمية وتمهد الطريق نحو مستقبل أكثر تنوعا في مصادر الطاقة ما يدعم أهداف التنمية الاقتصادية الشاملة للمملكة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح