في قلب القدس الشريف ترتفع قبلة المسلمين الأولى وإليها أسري بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إنه المسجد الأقصى الذي باركه الله في محكم كتابه فقال عز وجل سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير سورة الإسراء 1 المسجد الأقصى ليس مجـرد بناء من الحجر بل هو آية من آيات الله ورمز للهوية الإسلامية وعنوان للكرامة العربية وميراث الأنبياء الذي أوكل إلى هذه الأمــة لتصونه وتحميه لكن ما يجري اليوم من اقتحامات متكررة وتدنيس لحرمته يمثل اعتداء صارخا على العقيدة وعلى التاريخ وعلى القانون الدولي والإنساني معا لم تعد اقتحامات الأقصى حدثا عابرا بل أصبحت سياسة ممنهجة تنفذها سلطات الاحتلال الصهيوني تحت غطاء زائف يسمى الزيارات الطقوسية فكثيرا ما تبدأ الصباحات المقدسة باعتداءات وحشية تغلق أبواب المسجد وتطلق القنابل الصوتية والغازية في ساحاته الطاهرة وتداس المصاحف بأقدام جنود الاحتلال في مشاهد تمزق القلوب وتشل الحس الإنساني واليوم 157 مستوطنا صهيونيا إضافة إلى 412 آخرين تحت مسمى السياحة اقتحموا المسجد الأقصى المبارك اقتحامات لا تهدف فقط إلى الاستفزاز بل هي جزء من مخطط أكبر يسعى إلى فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد تماما كما حدث سابقا في الحرم الإبراهيمي بالخليل الهدف واضح تهويد المكان ومحو معالمه الإسلامية وإلغاء أي حضور عربي أو فلسطيني فيه لكن الأكثر إيلاما من بطش الاحتلال هو صمت الأمــة صمت عربي وإسلامي يوجع أكثر من الرصاص فبينما تنتهك حرمة الأقصى في وضح النهار وتبث صور الاعتداءات على مرأى ومسمع من العالم لا نرى من الأنظمة سوى بيانات باهتة تعبر عن القلق العميق أو الإدانة الشديدة وكأن الأقصى مسجد في كوكب آخر لا علاقة له بالأمة التي تحمل راية لا إله إلا الله كان الأقصى في الماضي شرارة حركة للأمـة واليوم صار مرآة لخذلانها تنتهك حرمته وتقتحم ساحاته دون أن يتحرك سيف أو صوت رسمي يليق بعظمة المكان وحرمة الزمان لكن وسط هذا الصمت المخزي ينهض أبطال القدس المرابطون والمرابطات رجالا ونساء عزلا إلا من إيمانهم يواجهون جنودا مدججين بالسلاح بصدور عارية وتكبيرات ترعب المعتدين هؤلاء هم خط الدفاع الأول عن الأقصى يقدمون أرواحهم فداء له ليعلموا الأمــة كلها أن القداسة لا تصان بالبيانات بل بالثبات والتضحية هم حراس السماء على الأرض وضمير الأمــة الحي في زمن الغفلة ومن المهم أن نذكر ونحن نرى هذا التفريط أن الدفاع عن المسجد الأقصى ليس شأنا فلسطينيا فقط بل هو واجب شرعي على كـل مسلم فالأقصى جزء من عقيدتنا ومن يفرط فيه يفرط في دينه قبل أرضه ويروى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى هذا الحديث ليس دعوة للسفر فحسب بل تأكيد على مكانة الأقصى بين أقدس بقاع الأرض وربط روحي وأبدي بين الأمــة وقبلتها الأولى ختاما سيبقى الأقصى أمانة الأجيال تدنيسه ليس نهاية القصة بل بداية الوعي فكل اعتداء عليه يجب أن يوقظ فينا روح المقاومة والوحدة وأن يذكرنا بأن القدس ليست ورقة سياسية تساوم عليها بل عقيدة لا تسقط بالتقادم اليوم الأقصى يستغيث بأمته ويناديها من قلب القدس لا تتركوني وحيدا بين أنياب الاحتلال فمن ضيع الأقصى فقد ضيع نفسه اللهم إني بلغت اللهم فاشهد عبدالله علي هاشم الذارحي اشترك وانظم ليصلك آخر الأخبار عبر منصات العين برس على مواقع التواصل الإجتماعي واتس أب تيليجرام منصة إكس The post الاقتحامات المتكررة للأقصى وصمت الأمــة appeared first on Alainpress