وهم الافتراق الأمريكي الإسرائيلي بين خطاب التمايز وواقع الشراكة خلاف معلن وتحالف باطن لا يتزعزع
تسود مؤخراً في أوساط كثيرة نظريات تجميلية للموقف الأميركي تستند إلى مواقف إعلامية صدرت عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، توحي من جهة بنظرة أميركية مغايرة للنظرة الإسرائيلية لملفات حساسة في المنطقة، وتتضمّن نبرة أميركية عالية في دعوة قيادة الكيان، خصوصاً رئيس حكومته بنيامين نتنياهو والوزراء الأشد تطرفاً في حكومته إلى الانصياع، مثل الحديث عن أن الحرب انتهت ولن تعود، ومؤخراً الحديث حول ضم الضفة الغربية للكيان.
ويذهب أصحاب هذه النظريات إلى الترويج لمشروع أميركي يعتمد على الحلفاء الإقليميين مثل السعودية ومصر وتركيا على حساب كيان الاحتلال، وصولاً إلى فرضية تبنّي أميركا مشروع قيام دولة فلسطينية والسير خطوات عملية نحو قيامها، فهل هذه الفرضيات واقعية؟
الشراكة الثابتة بين واشنطن وتل أبيب
مشكلة أصحاب هذه النظريات أنهم لا ينتبهون إلى أن ما يجري بعد وقف حرب الإبادة في غزة، لا يمكن أن ينسف ما كان قبلها وعبّر عنه ترامب في خطابه أمام الكنيست، عن الشراكة الكاملة في حرب الإبادة بين واشنطن وتل أبيب.
فقرار وقف الحرب لم يكن تحوّلاً سياسياً نحو الاعتراف بالحق الفلسطيني، خصوصاً حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية.
تكفي العودة إلى خطة ترامب لوقف الحرب لرؤية ما هو أعمق من الابتعاد عن ذكر الدولة الفلسطينية كتتويج طبيعي لوقف الحرب، إذ يتضح أن المطلوب هو جعل غزة مجرد جغرافيا وديموغرافيا بلا هوية، أرض وسكان تحت الوصاية الدولية بمجلس انتداب يترأسه ترامب وقوة دولية تشرف على نزع سلاح المقاومة.
ازدواجية واشنطن: مراعاة الحلفاء دون المساس بالكيان
يتجاهل أصحاب هذه النظريات حقيقة أن أميركا ترامب ومن قبله بايدن وأوباما، تعمل على الحفاظ على ولاء حلفائها في المنطقة مثل السعودية ومصر وتركيا، مع الحرص على عدم إحراجهم علناً.
لكن هل يصدق أحد أن غارة الاحتلال على قطر تمت دون علم واشنطن، وقاعدة العيديد هناك مقر القيادة المركزية الأميركية؟
ويكفي التذكير بتباهي ترامب بأن الحلفاء المطبّعين لم يتراجعوا عن اتفاقياتهم رغم الحرب، وأنه جعل توسيع التطبيع هدفاً لقمة شرم الشيخ التي أطلق عبرها اتفاق
ارسال الخبر الى: