الافتراء مجددا على قطر فتش عن إسرائيل

٤٣ مشاهدة
وقف شبان وشابات أمام سفارة دولة قطر في لندن في 20 سبتمبر أيلول 2014 احتجاجا على ما سموه دعم الدوحة حركة حماس الإرهابية واتهم هؤلاء وجلهم أعضاء في مجموعتي أصدقاء إسرائيل في ساسكس وملتقى مجموعة العمل الإسرائيلي قطر بتمويل المنظمات الإرهابية وتزامن ذلك المشهد مع حملة صحافية كان السبق فيها لصحيفة ذا تليغراف البريطانية التي نشرت حينها سيلا من المقالات والتعليقات عما كانت تزعمه عن دور قطر في تمويل المنظمات الإرهابية مستندة في ذلك إلى تصريحات ودعوات طالب فيها نائبان الحكومة البريطانية بقطع العلاقات الاقتصادية مع قطر بحجة دعمها الإرهاب والمثير للانتباه أن أحد النائبين اللذين حاولت ذا تليغراف إبراز صوتيهما هو مايك فرير مؤسس مجموعة أصدقاء إسرائيل في البرلمان البريطاني وقد صنفته صحيفة جويش كرونيكل الصهيونية الصادرة في لندن واحدا من أهم مائة شخصية مؤثرة في الوسط اليهودي علما أنه غير يهودي أما النائب الآخر ستيفن ياركلي فهو من أصدقاء مركز إسرائيل للتقدم الاجتماعي والاقتصادي ICSEP واليوم بعد عشر سنوات من تلك الحملة تتجدد الاتهامات المضللة ضد قطر مع سيل من إعلانات ومقالات تنشرها جهات مجهولة بشكل منظم ومتزامن وعبر عدة دول وبلغات مختلفة وبمحتويات تتهم الدوحة بدعم حماس وتحملها مسؤولية عدم الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة منذ أكتوبر تشرين الأول الماضي وكشف الباحثان مارك أوين جونز وسوهان دسوزا في تقرير من 77 صفحة نشر الاثنين الماضي عن حملة كبرى بدأت في نهاية عام 2023 على نطاق عالمي غرضها الأساسي تشويه صورة دولة قطر وتتواصل مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة للشهر التاسع وتشارك في الحملة مواقع إلكترونية مشبوهة تدعو إلى مقاطعة الدوحة إلى جانب لوحة إعلانية في ساحة تايمز سكوير في نيويورك تنتقد المسؤولين في قطر ومئات الإعلانات التشهيرية عبر منصة فيسبوك صادرة عن شبكة مع تشعبات فيتنامية بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس وجاء في التقرير أن الحملة الموجهة ضد قطر مليئة بالمعلومات المضللة وتوظف استعارات معادية للإسلام والمهاجرين وتبدو منظمة في توزيعها المتداخل بين الإعلانات التي يظهر بعضها في الميادين العامة والتجمعات الانتخابية مثل الإعلان المناهض لقطر وقد ظهر في تجمع أميركي للمحافظين السياسيين حضره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والعريضة التي ظهرت على موقع change org وأفادت فرانس برس بأن الاستقصاء عن الرابط والمشترك بين الحملات المختلفة يكشف العلاقة بين سلسلة من الشخصيات التي تنتج المحتوى المعادي لقطر وتبثه من قرصان إلكتروني فيتنامي مأجور إلى معلم مؤثر وزعيم ديني مسيحي في الولايات المتحدة وكلها على ما يبدو للتغطية على الدماغ المدبر والمدير لهذه الحملة ويبدو أن هذه الحملات ذات موارد جيدة مصممة لتأجيج المشاعر ضد قطر في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وجعل أي علاقة مؤسسية مع قطر مشعة Radioactive كما قال الباحث سوهان دسوزا وقد تستغل العدوان الحالي على غزة لدفع أجندة كامنة مناهضة لقطر ومن المواقع الجديدة التي هاجمت قطر في الأشهر الأخيرة موقع عار على قطر Shame on Qatar باللغات الإنكليزية والفرنسية والإسبانية إذ يتهمها بتمويل الإرهابيين ويدعو إلى مقاطعة الرموز المملوكة لقطر مثل هارودز ونادي باريس سان جيرمان لكرة القدم وفندق نيويورك بلازا كما ظهر إعلان للموقع في مؤتمر العمل السياسي المحافظ رفيع المستوى CPAC في فبراير شباط الماضي ودعا الإعلان إلى فرض عقوبات على قطر ووصفها بأنها تهديد أمني وموقع آخر هو الأمر بين يديك IIYH Its in your hands يستهدف الشيخة موزا بنت ناصر متهما بلادها بدعم الإرهابيين وينتقدها لفشلها في تأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة حملة غير معزولة ضد قطر لا تأتي الحملة الجارية ضد قطر معزولة عن سياق عمل طوال السنوات العشر الماضية على شيطنة قطر وتشويه سمعتها العالمية مع تفاوت في الكثافة وتنوع في المضامين مثل التقليل من قيمة قطر الصغيرة جغرافيا وديموغرافيا وشيطنتها وتصويرها دولة مارقة تحتضن الإرهاب وتمول منظماته مع تصويرها وأدواتها الإعلامية مصدرا للتخريب وإثارة الفتن والتحريض وتقويض الأمن الإقليمي ولم تسلم الأعمال والمبادرات الخيرية والإنسانية القطرية من الاتهامات التي تزعم تمويلها تنظيمات إرهابية وكان أحدث المضامين وربما أسخفها ما استند إلى تصريحات وزير الشتات ومكافحة معاداة السامية الإسرائيلي عميحاي شيكلي الذي اتهم قطر بتمويل احتجاجات الطلاب في الجامعات الأميركية ضد حرب الإبادة الدامية في غزة ولا يخفى أن الأزمة الخليجية في العام 2017 وما أحدثته من بيئة معادية في المنطقة واستقطاب حاد في الإقليم شكلت فرصة عمل لشركات العلاقات العامة والاتصالات الاستراتيجية البريطانية والأميركية البارعة في استثمار الأزمات للتربح من المشاركة في حملات مدفوعة لتشويه صورة قطر بزعم أنها داعمة للإرهاب كما فعلت شركة Project Associates التي أنشأت محتوى إعلاميا وروجته على وسائل التواصل الاجتماعي يشوه سمعة قطر في حملة حسابات وهمية تسمى boycottQatar زعمت إحداها استخدام قطر العمالة القسرية من كوريا الشمالية لبناء ملاعبها أو شركة الاتصال السياسي كورنرستون غلوبال التي ورطت في أكتوبر تشرين الأول 2017 هيئة الإذاعة البريطانية في تقرير مفبرك شكك بقدرة قطر على استضافة كأس العالم وفي فبراير شباط 2019 ذكرت صحيفة نيويورك تايمز كيف عرضت الشركة وهي استشارية غير معروفة ومقرها في لندن خطة لتشويه قطر الداعمة جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها بعض الأنظمة منظمة إرهابية وسيكون جزء من الخطة نشر مقالات في وسائل الإعلام البريطانية للإضرار بسمعة قطر وبالمثل نظم السير الأسترالي لينتون كروسبي الخبير الاستراتيجي في الاتصال السياسي الذي ساعد الأحزاب اليمينية في الانتخابات في المملكة المتحدة وأستراليا بتنظيم حملة بقيمة 5 5 ملايين جنيه إسترليني لإلغاء كأس العالم في قطر واطلعت صحيفة ذا غارديان آنذاك على عرض بعنوان Project Ball يوضح بالتفصيل كيف ستضغط الشركة على الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA من أجل إلغاء استضافة قطر كأس العالم ومنحها لدولة أخرى ومن خلال ربط بطولة كأس العالم الأولى في دولة ذات أغلبية مسلمة بالإرهاب كانت الشركات تلعب على التحيزات الإعلامية الموجودة في وسائل الإعلام البريطانية وفي وقت سابق كشفت نيوريوك تايمز وموقع ذي إنترسبت الإخباري عن تورط شركة تنظيم حملات الضغط كامستول الأميركية في تنظيم حملة مناهضة لدولة قطر عبر نشر عدة مواد إعلامية في وسائل الإعلام الأميركية وذكر ذي إنترسبت في مقال كتبه الصحافي غلين غرينوالد أن مجموعة كامستول للاتصال والعلاقات العامة تضم مسؤولين أميركيين عملوا سابقا في الخزانة الأميركية وكانوا مسؤولين عن العلاقات الأميركية مع دول الخليج وإسرائيل ومهمة تعقب مصادر تمويل المنظمات الإرهابية وكتبت نيويورك تايمز أن القائمين على الحملة اقترحوا أن أفضل وقت لتشويه صورة قطر هو التزامن والتوازي بين الملفين المزعومين دعم قطر المنظمات الجهادية الإرهابية والفساد في منح قطر تنظيم كأس العالم 2022 وجاء في تقرير لمؤسسة ميدل إيست مينوتور ميمو بعنوان نفاق بريطانيا في علاقاتها مع الخليج كتبه أليستير يلون أن شركات علاقات عامة ومنها شركة العلاقات العامة والاتصال السياسي كويلر التي تضم في فريق عملها مستشارين سابقين لرؤساء الوزراء في بريطانيا وقيادات حزبية وصحافيين وإعلاميين سابقين وخبراء في الدبلوماسية العامة والعلاقات الدولية منهم المتحدث الأسبق باسم الحكومة البريطانية أول متحدث رسمي باللغة العربية جيرالد راسل نجحت في تجنيد صحافيين ونواب لإذكاء حملة العلاقات العامة المعادية لدولة قطر والتي ركزت مرة على عدم أهلية قطر لاستضافة كأس العالم 2022 ومرة على اتهام قطر بدعم الإرهاب النيل من الوساطة القطرية تأتي حمله التشويه النشطة التي تتعرض لها قطر حاليا في سياق الضغط على الدوحة وسيطا في المفاوضات الجارية بين حركة حماس وإسرائيل بغرض محاولة دفع قطر إلى الضغط على الأولى للقبول بالشروط الإسرائيلية ولم تقتصر هذه الحملات على مجرد تلفيق الاتهامات بل امتدت إلى فبركة تصريحات ونسبها لرسميين قطريين من قبيل التقارير التي زعمت أن قطر طردت قادة حركة حماس فترة وجيزة بالتزامن مع تعثر محادثات الرهائن في إبريل نيسان الماضي أو التقارير أن قطر أبلغت قادة حماس في الأيام الأخيرة بأنهم يواجهون احتمال الاعتقال وتجميد أصولهم والعقوبات والطرد من ملاذهم في الدوحة دفعت هذه الاتهامات وحملات التشويه الدوحة إلى الإعلان صراحة في إبريل الماضي أنها بحاجة إلى إعادة تقييم جهود الوساطة بين حماس وإسرائيل في هذه المرحلة وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري آنذاك إن بلاده أبدت إحباطها من الهجوم المتكرر على جهود الوساطة خصوصا الجهود المبذولة من قطر موضحا أن وزراء في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أدلوا بتصريحات سلبية بشأن الدور القطري وأكد أن الدوحة لا يمكنها القبول بأي تصريحات لا تتوافق مع حقيقة دورها في جهود الوساطة مشددا على أنها لن تقبل استخدامها من أجل التموضع السياسي أو لأغراض انتخابية من أي طرف كان ويبدو أن قطر رأت ضرورة ملحة لمثل هذا التوقف من أجل إجراء مراجعة لجهودها ولا سيما أن رضوخها لهذه الضغوط لم يكن ممكنا لا سياسيا ولا أخلاقيا ولا يمكن القبول بالإنحياز إلى طرف بوضع ضغط على الطرف الآخر فهذا يمس بموقع قطر وسيطا نزيها وموثوقا كما أن تخلي قطر عن حيادها في هذه المفاوضات لن يمس نزاهتها في هذه القضية وحسب بل سيمس سمعة قطر وسيطا نزيها وموثوقا في فض النزاعات الدولية وبالتالي يقوض رصيدا هائلا راكمته قطر خلال عقود على الساحة الدولية كما أن القبول بالانحياز إلى طرف أو الرضوخ لضغوط طرف ما يمس من دون شك برصيد الدبلوماسية القطرية المعترف لها على الصعيد الدولي بالنزاهة والموثوقية وبالتالي من غير الممكن لقطر أن تتخلى عن هذه السمات لعملها الدبلوماسي الذي صار أحد مكونات منظومة القوة الناعمة القطرية في سبيل إرضاء هذا الطرف أو ذاك فمكانة قطر تتجاوز الحسابات الضيقة لبعض المعنيين في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وبالتالي عندما أعلنت قطر عن مراجعة دورها في هذه المفاوضات لم تكن تقصد المناورة أو التهديد وإنما كانت بصدد تقييم دقيق وقد دأبت قطر على شرح وتوضيح علاقتها بحركة حماس مع توضيح حيثيات استضافة قيادات الحركة في الدوحة ودأبت على تأكيد أهمية الانفتاح في العلاقات مع جميع الأطراف المنخرطة في أي نزاع أو صراع وفي حالة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي من الأهمية بمكان الاعتراف بضرورة فتح قنوات اتصال مع حماس كفصيل سياسي له ثقله في الوسط الفلسطيني ومعادلة تسوية النزاع كما أن المحافظة على قنوات اتصال مع الحركة الفلسطينية سمحت بتقديم المساعدات الإنسانية لأكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في غزة أضف إلى ذلك أن الدوحة أكدت في أكثر من مناسبة أن استضافة مكتب لقيادة حماس كان بالتشاور مع الشركاء الدوليين كما أن الأموال التي كانت تحولها إلى غزة كانت تصل عبر قنوات دولية وتصرف في غايات إنسانية ومدنية بصمات إسرائيلية وأخرى وإذا كانت البصمات الإسرائيلية ليست خافية في حملات استهداف قطر وأن الذباب الإلكتروني أو الجيوش الإلكترونية الكامنة في فيتنام ممولة من جهات إسرائيلية لا تريد للوساطة القطرية النجاح في مهمة إنسانية أكثر منها سياسية فمن غير المستبعد أن تكون الحملة الجارية حاليا ضد قطر امتدادا طبيعيا لحملات متتابعة منذ سنوات بغرض النيل من دور قطر الإقليمي وحضورها الدولي وهو الحضور الذي طالما أثار حفيظة بعض دول المنطقة وربما ركب موجات شيطنة قطر آخرون وجدوا في الماء العكر فرصة للتحريض عليها إذ تواقح كتاب ومحللون إسرائيليون في وصفها بـرأس الأفعى وعش الدبابير وذهب بعضهم إلى المطالبة باغتيال قيادات حماس في الدوحة وغرد سياسيون أميركيون في السرب ذاته ومنهم السيناتور مايك لي جمهوري من ولاية يوتا الذي زعم على منصة إكس أن أيدي قطر ملطخة بالدماء ابتزاز سياسي العمل على معاقبة قطر والتطاول عليها أمر في غير محله وخطير فهو يفرض تأثيرا مخيفا يجعل الدبلوماسية التي تستلزم مفاوضات صعبة مع الخصوم أكثر صعوبة كما أن الممولين والمحرضين المشاركين في حملات التحريض على قطر إنما يخاطرون بتنفير الوسيط الدبلوماسي الأكثر فعالية في الشرق الأوسط ولعل هذا جاء واضحا في تصريحات رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عندما نبه إلى أن التصريحات المستفزة تقوض الجهود القائمة وتخاطر بالأرواح ولا يمكن فهمها إلا في سياق الابتزاز السياسي والدعاية السياسية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح