الاغتيال المعنوي للفنان بين الصمت والتواطؤ
كثرت في عالمنا الاغتيالات المعنوية للمشاهير، والفنانين على وجه الخصوص، ولكن الملاحظ هو الصمت الذي يصل إلى حد التواطؤ، من محيط الفنان، فالجميع يفضل السلامة، والجميع لا يعلم أو يعلم أن صمته هذا يعدّ بمثابة سكين يذبح بها هو نفسه ذات يوم.
عبد الحليم حافظ
ولدينا بعض الأمثلة نسوقها على سبيل المثال لا الحصر، ومنها ما حدث لعبد الحليم حافظ من انفلات زمرة أحسبها مأجورة أو مدفوعة، للضغط عصبياً على مطربنا الكبير. وقد كان لهم ما أرادوا، انفعل عبد الحليم وفي اليوم التالي كانت الصحافة المصرية ومن بعدها العربية تسنّ السكاكين لذبح عبد الحليم، ووصفه بالغرور والتعالي على الجمهور الذي صنعه إلى آخر هذه التهم الجاهزة والمعدة سلفاً، لكي تنال من قيمة وقامة عبد الحليم، ولكي تهز صورته عند جمهوره.
لم يستسلم عبد الحليم ودخل في سلسلة من المواجهات للدفاع عن نفسه، لكن وسط كل هذا صمت الوسط الفني، ولم يقف بجانبه أحد، بل مصمص الجميع شفتيه واكتفوا بالصمت. ولا غرو فقد كانت قارئة الفنجان هي آخر إنتاجاته الفنية، وبعدها دخل في غيبوبة المرض الذي سافر على أثره إلى عاصمة الضباب لندن، ولم يعد منها إلّا لكي يوارى جسده الثرى.
نور الشريف
اتهم نور الشريف باشتراكه في شبكة دعارة للشذوذ الجنسي، وجرى الحديث عن ضبطه متلبساً في أحد الفنادق الكبرى. وبالطبع أحدث الخبر دوياً ضخماً، وبالطبع بعد التمحيص والتدقيق تبيّن أنه لا أساس له من الصحة. مع ذلك تركت الشائعة أثارها السلبية على نفس نور الشريف، وبعدها بسنوات قليلة أصيب بالمرض اللعين ورحل عن حياتنا.
ومع شديد الأسف والأسى صمت الوسط الفني، واكتفى بالمساندة الشكلية والبكائيات وما إلى ذلك من مشاركات سلبية لا تغني ولا تسمن من جوع.
محمد صبحي
ومنذ فترة قريبة تأخر السائق الخاص بمحمد صبحي، فانفعل الأخير وأخذ مفتاح السيارة وتركه في الشارع. وبرغم من تحفظنا على الطريقة التي تصرف بها صبحي تجاه خطأ سائقه، إلّا أن الواقعة تصدّرت مواقع التواصل، ونال الممثل الكثير من النقد
ارسال الخبر الى: