من ساحة الاعتصام إلى طاولة الادعاء بالعاصمة عدن حين ينكشف الفرق بين النضال الحقيقي ونضال المصالح

تقرير – عرب تايم/خاص:
البارحة، في العاصمة عدن، وتحديدًا داخل مطعم الطويل قرب جولة السفينة في العاصمة عدن، كنت جالسًا ألتقط أنفاسي بعد عودتي مباشرة من الاعتصام في ساحة العروض – خور مكسر.
توقفت للحظات بانتظار استلام طلبي، على أن أعود مجددًا إلى الساحة، حيث يقف الناس لا طلبًا لمنصب، بل دفاعًا عن كرامة وحق.
في تلك اللحظة، أقبل نحوي صديق قديم، يحمل ذاكرة مشتركة، لكن بروح مختلفة تمامًا.
بادرني قائلًا بثقة زائفة:
«يا أسعد، الدولة حقنا ستستعاد، والجنوب حقنا، ونحن من ناضل… أنتم عادكم أمس».
ضحكت، لا استهزاء، بل دهشة، من خفة الكلام حين يفصل عن الفعل.
ثم أردف، بنبرة لا تخلو من استعلاء:
«أنت يا أبو الخطاب لست مناضلًا، حتى الرصاص الذي فيك لا يسمّى نضالًا».
سألته بهدوء:
وماذا نسميك أنت، وأنت تتخادم مع الإخوان المسلمين (التجمع اليمني للإصلاح) ومع الشرعية؟
ارتبك قليلًا، ثم لجأ إلى سرد أسماء شخصيات توفت، وضرب أمثلة خيالية عن نضال لم يشهده ميدان، ولا وثقته تضحية.
ضحكنا حينها، لأن المثال كان أقرب إلى الحكاية منه إلى الحقيقة.
قلت له مباشرة:
سهل… ما المطلوب؟
فأجاب دون تردد:
«أريد منصبًا محترمًا، لا يقل عن مدير عام».
هنا سقط القناع.
خذ بندقيتك، وحرر شبرًا واحدًا من أرض الجنوب، وقل هذا حررته… بعدها، إن شاء الله، قايض القيادات الجنوبية.
لا أن تصرف الانتصارات على الورق، ولا أن تستثمر التضحيات في سوق المناصب.
فقلت له بوضوح:
نحن وغيرنا كثيرون ضحينا بصحتنا وأعصابنا وأمننا الشخصي، ولم نساوم على الوطن، ولم نمن عليه.
لكن المؤلم أن يصل الحال ببعضهم إلى العجز عن إخراج الحقيقة من فمه، لأنه باعها مبكرًا.
قلت له:
سهل… عندما يتم فك الارتباط، لكل حدث حديث.
فقال:
«يا أبو الخطاب، اكتب عني أننا مناضلون وثائر ومجدنا».
أجبته بلا تردد:
آسف… قلمي ضميري، وضميري لا يرغمني أن أقول فيك ما ليس فيك.
سألني باستنكار:
«لماذا تكتب عن فلان وفلان»؟
قلت له:
هذا حسب قناعتي، لكنني أعرفك، وأعرف انتماءك،
ارسال الخبر الى: