يحجز القادة الملهمون أماكنهم في القلوب تنجز العظمة تعابيرها وحضورها وتسمي بهم أبناءها محبة وتيمنا وإعجابا وإجلالا وتقديرا للقيمة أنا ممن لا يحبذون إسقاط تحيزاتنا وتوجهاتنا في تسمية أولادنا علينا أن لا نحملهم أعباء توجهاتنا السياسية والأيدلوجية وأن لا نجعلهم محتاجين لتبرير أسمائهم طول العمر أعرف يساريين سموا أولادهم مكسيم وبافل ولينين وجيفارا هؤلاء الأبناء عانوا خلال مراحل من التبدل والتغير للدول والمجتمعات وسقوط الأيديلوجيا وتجاوز القناعات بوليتاري الأمس سلفي اليوم وجهادي الماضي ليبرالي الحاضر ليبقى مكسيم ولادن وصدام عالقين في كل منفذ ومطار أتذكر صديقا أنجب توأما أسماهما المقداد والقعقاع ويوم العقيقة تدخلت رجاء منح الطفلين المسكينين اسمين أقل قعقعة واكثر سلاسة ومعاصرة مع حمى صعود حزب العدالة والتنمية أخذت صاحبي الحماسة لتسمية مولوده أردوغان وهو حاليا فتى بصنعاء يعيش ممزقا بين فخامة اسمه وضحالة واقعه حيث لا عدالة ولا تنمية ولا شيء طيب يعين على الاتساق ويبقى الأمل في أن يجدالفتى مستقبلا طريقا إلى تركيا للدراسة وسيكون حينها أردوغان قد رحل وحل مكانه وحزبه ربما مبغضون لن يسرهم أن يطلع عليهم أردوغان ثانية من اليمن الأسماء المؤدلجة وأسماء الزعماء والساسة قد تشكل ورطة كبيرة مع تغير الظروف فجأة القائد الرمز المحبوب يغدو أكبر ملعون يتبرأ منه ومن حملة اسمه بشار كان يعمل في إحدى المناطق رفقة سوريين من مشردي نظام بشار الأسد وكان صاحبنا موضع استهجان وحرج يواجه يوميا باللوم والتبكيت من الأسماء حوامل للصراعات التاريخية والدينية والطائفية عمي ناجي كان أموي الهوى سمى ثاني أولاده معاوية عليهما رحمة الله عاش معاوية بصنعاء وهو فتى منتصف السبعينيات وكان اسمه مستفزا للقوم ظل في مواجهة يومية محتدمة مع تاريخ من البغض والنقمة والثارات المشتعلة استحال موقفا شديد العداء لمبغض اسمه وسميه وإمعانا منه في إثارة حنق القوم أسمى ولده البكر يزيد والتالي زياد وتلك أولى اسهاماتنا الجوهرية في هذا الصراع المديد يزيد بن معاوية خريج تربية فوجيء بدرجته الوظيفية ضمن حصة محافظة صعدة لم يطل فيها المقام وضعه اسمه من أول يوم في مرمى التهديد يزيد بن معاوية يجيء من قدس مدرسا لصعدة انها الحرب لبعض القوم هناك في الأسامي نسقهم السلالي الخاص في حين نسمي نحن بلا تمييز ونخلط بلا حساسيات أستاذنا شرف الدين عثمان يروي مواقف ساخرة عن استبشار أولئك به إذ يذكر اسمه الأول شرف الدين وما إن يردف عثمان حتى يصدمون ويطالعونه بتجهم وإستغراب للأسماء عندهم دلالاتها الطبقية والعنصرية ولربما حظروا أيامهم على العامة أسماء اختصوا بها أنفسهم دون الناس حسب روايات شفاهية متعددة ولطالما كانت أسامي محكوميهم مادة للتندر والإنتقاص كان للمماليك والعبيد مسمياتهم التمييزية وأغلبها أسماء أحجار كريمة كمرجان وفيروز وألماس وياقوت فلسطين الجرح والقضية ووجع الإنسان والمكان مازالت تحضرنا بصور شتى تسم وتسمي وأحيانا حد المغالاة الباعثة على الإشفاق الزميل عبد الله دوبلة سمى ابنتيه يافا وحيفا ونتضامن بالطبع مع فلسطين ويافا وحيفا كذلك كافحت لإنقاذ كثيرين من أسماء وألقاب عجائبية وغرائبية كانت ستكلفهم معاناة أبدية واعاقات وإحساسا متواصلا بالوجل والارتباك أنا في الأسامي صاحب مذهب وهي عندي هوية وتعلل وتحدد الكثير من ملامحنا وشخصياتنا وسلوكياتنا هذا باب واسع هو من علم الخواص أطفال استنقذتهم من أسماء ألقيت عليهم في لحظات غفلة وعدم تبصر أو في غمرة تنازع وعناد بين الأهل أفضل الأسماء المحايدة التى لا تكلف حامليها كثير عناء ودوام شرح وتفسير أحمد الشرع الجولاني يصعب الأمر على المتمحكين إسمه الثلاثي غير صالح لافرادة في أحمد ويستحيل أن تسمي ولدك الشرع أو الجولاني وتلكم من محاسن الرجل ويسعنا الفعل اذا لم يسعف الإسم فاحمدوا واشرعوا وتجولنوا يصفو لكم وجه الوطن من صفحته الكاتب على الفيسبوك