متابعات..|

منذ إعلانِ صنعاء انخراطَها العسكريَّ المباشرَ في مجابهةِ كيان الاحتلال الإسرائيلي؛ إسنادًا لغزة، تواترت المحاولاتُ الاستخباراتية الأمريكية والإسرائيلية لاختراقِ الداخل اليمني، في ظل سعيٍ محمومٍ لسد الفجوة المعلوماتية حول تركيبة السلطة وتحَرّكات القوات التابعة للمجلس السياسي الأعلى.

ورغم تعدُّدِ أساليب التجسس، من القرصنة والتجنيد الإلكتروني إلى الحرب السيبرانية والعمل الميداني تحتَ غطاء منظمات دولية، اصطدمت تلك المساعي بجدار أمني محكم، أسفر عن تفكيك مئات الشبكات وكشف آلاف المتعاونين.

وفي تقرير جديد، كشف أن اليمنَ بات يُنظر إليه كـ”منطقة عمياء استخبارياً” من قِبل أجهزة مثل “الموساد”، ووحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، إلى جانب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، خَاصَّة بعد الهجمات البحرية اليمنية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر.

وبحسب التقرير، لجأت تلك الأجهزة إلى وسائل تجنيد غير تقليدية، تضمنت إرسال عروض مشبوهة عبر تطبيقات التواصل، تنتحل شخصيات صحفيين فلسطينيين أَو أكاديميين دوليين، وتعرض فرص عمل مغرية لقاء معلومات دقيقة عن المنشآت العسكرية اليمنية.

وتنوعت العروض لتشمل مبالغ تصل إلى مليون دولار مقابل معلومات عن قيادات أَو مواقع بحرية تتبع حركة “أنصار الله”، وخرج بعضها من حسابات تابعة للموساد أَو جهات أمريكية رسمية، من بينها وزارة الخزانة والسفارة الأمريكية.

كما لجأت أجهزةُ الاستخبارات إلى إرسال عملاء أجانب إلى اليمن متخفين خلف منظمات إعلامية وإنسانية، نفذوا عمليات رصد ميدانية شملت مراقبة المعدات وتحديد الإحداثيات واستخدام تقنيات تشفير متقدمة.

الجهودُ الاستخباراتية امتدت لتجنيدِ صحفيين محليين لجمعِ معلومات دقيقة عن مناطق حساسة في صنعاء، مثل ميدان السبعين، من حَيثُ عدد نقاط التفتيش، البنية التحتية، واستخدامات المباني المحيطة.

وردًّا على هذا التصعيد، كشفت سلطاتُ صنعاء أنها تمكّنت منذ 2015 وحتى مارس 2024 من تفكيك أكثر من 1782 خلية تجسس، واعتقال 25، 665 شخصاً يشتبه في تعاونهم مع أجهزة استخباراتية أجنبية.

وفي مايو 2024، أعلنت الأجهزة الأمنية عن تفكيك “الوحدة 400″، إحدى أخطر الشبكات التابعة للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية على الساحل الغربي. كما أعلن في يناير 2025 عن ضبط خلية مرتبطة بالموساد ووكالة “CIA” كانت